الاقتصادية

الصين تحاول جذب السياح عبر نظام موسع للإعفاء من التأشيرة

أبرمت الصين اتفاقًا مع تايلاند للتنازل بشكلٍ دائم عن متطلبات التأشيرة لرعاياهما اعتبارا من مارس، وهي الخطوة الأحدث في سلسلة من محاولات بكين لجذب السياح الأجانب وسط اقتصاد متعثر بعد أعوام من العزلة التي فرضتها على نفسها خلال جائحة كورونا.

ويأتي البرنامج المتبادل للإعفاء من التأشيرة، الذي أعلنه رئيس الوزراء التايلاندي، سريثا ثافيسين الثلاثاء، بعد أن تنازلت تايلاند في سبتمبر عن تأشيرات الدخول للسياح الصينيين حتّى فبراير المقبل.

وأفادت وزارة الخارجية الصينية أنّ الإعفاءات المتبادلة من التأشيرة بين الصين وتايلاند “تخدم المصالح الأساسية للشعبين”.

وتُعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي قوة صناعية عالمية، وأمة شاسعة ذات جغرافيا مذهلة، وثقافة وتاريخ غنيين، وتجعلها هذه الأشياء وجهة مجزية للغاية لاستكشافها من قِبَل السياح.

لكنها ليست أسهل دولة للسفر إليها.

وأثبتت فترات العزلة المفروضة ذاتيًا، وقواعد التأشيرات المعقدة، والقيود المفروضة على الإنترنت التي تحظر الأدوات المنتشرة فيها، مثل خرائط “غوغل”، وهيمنة تطبيقات الدفع الإلكتروني الصينية غير الصديقة للأجانب، أنّها شكّلت حواجز أمام السفر الخالي من الاحتكاك.

وخلال جائحة “كوفيد-19″، كانت حدود الصين مغلقة تقريبًا لثلاثة أعوام، ولكن يبدو أن بكين ترغب بعودة السياح الآن.

وتأتي الاتفاقية مع تايلاند في أعقاب خطة حالية للإعفاء من التأشيرة عرضتها الصين على 6 دول في محاولة لتعزيز السياحة الأجنبية في الوقت الذي يكافح فيه اقتصادها للتعافي.

وفي نوفمبر، أعلنت الصين عن برنامج تجريبي للسماح للزوار من فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا، وماليزيا بالدخول بدون تأشيرة لـ15 يومًا.

ومن المقرّر أن تستمر هذه السياسة، التي بدأت في ديسمبر، لمدة 12 شهرًا حتى نهاية نوفمبر من هذا العام.

وأشارت إدارة الهجرة الوطنية الإثنين إلى دخول 118 ألف مسافر من تلك الدول الستة الصين في ديسمبر دون تأشيرة بموجب السياسة الجديدة.

وكان أكثر من 77% منهم في زيارة لمشاهدة المعالم، أو الترفيه، أو الأنشطة التجارية، وفقًا للإدارة.

وأفادت الإدارة أنّ الدخول بدون تأشيرة مثّل 55% من إجمالي عدد الزيارات إلى الصين من الدول الستة، والتي ارتفعت بنحو 30% مقارنةً بشهر نوفمبر.

ولا يزال يتعين علينا رؤية التأثير الحقيقي لهذه السياسة، فيميل السياح من بلدان بعيدة عادةً، مثل أوروبا، إلى التخطيط لرحلاتهم إلى الصين قبل أشهر.

كما أنّ الشتاء بارد بشكلٍ خاص في معظم أنحاء الصين، وبالتالي لا يشكل هذا الموسم فترة الذروة السياحية عادةً.

وتسعى الصين إلى جذب المزيد من المسافرين الدوليين كجزء من جهودها الأوسع لتعزيز الاقتصاد الراكد الذي يواجه العديد من العقبات.

وفي غشت، أُسقَطت البلاد جميع متطلبات اختبارات “كوفيد-19” للمسافرين القادمين، ووفّرت للمسافرين من درجة الأعمال خيار الحصول على تأشيرات عند الوصول، كما أنّها أعفت الزوار من بعض البلدان من ضرورة جمع بصمات الأصابع.

في الصيف الماضي، سَمَح WeChat وAlipay، وهما أكبر تطبيقين للدفع في الصين، للزائرين بربط بطاقاتهم الائتمانية الأجنبية، ما مكنهم من حجز سيارات الأجرة، وركوب قطارات الأنفاق، ودفع ثمن المطاعم، والفنادق، والمحلات التجارية في جميع أنحاء البلاد.

ولكن عودة المسافرين الدوليين إلى الصين كانت بطيئة ولا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.

وبحسب وزارة الثقافة والسياحة، استقبلت وكالات السفر الصينية 477،800 سائحًا أجنبيًا في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، ويمثّل ذلك 5.58% فقط من الفترة ذاتها من عام 2019.

ولم تنشر الوزارة بيانات منذ النصف الثاني من العام الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى