الشركات الناشئة تُنافس عمالقة التكنولوجيا في سباق البحث عن حلول الطاقة المُستدامة
تستمر مراكز البيانات في الولايات المتحدة الأميركية في زيادة الطلب على الكهرباء، حيث شكلت 4.4% من استهلاك الطاقة الوطني في عام 2023، وهو رقم يُتوقع أن يرتفع إلى 12% بحلول عام 2028، وفقاً لوزارة الطاقة الأميركية.
هذه الأرقام تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التكنولوجيا، لا سيما مع النمو السريع للحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
قطاع التكنولوجيا بدأ يدرك أهمية معالجة استهلاكه المتزايد للطاقة، كما يشير سيباستيان فيدوروف، الرئيس التنفيذي لشركة “إيريليوم” الفرنسية. الشركة تعمل على تطوير وقود اصطناعي باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وهو حل مبتكر يعكس التوجه نحو استدامة الطاقة.
و يقول فيدوروف: “قبل خمس سنوات، لم يكن لمشاركتنا في معرض تقني مثل CES أي معنى، لكن الآن الوضع مختلف تماماً”.
شهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) 2024 حضوراً لافتاً لشركات تعمل على حلول مبتكرة في مجال الطاقة. من بين هذه الشركات، “آل في إنرجي” الهولندية، التي نجحت في توليد الكهرباء من الصوت والاهتزازات، مما يمثل خطوة جديدة نحو استغلال مصادر طاقة غير تقليدية.
مدير الشركة، ساتيش جوالابيرساد، أكد أن وجودهم في المعرض يعكس التحول الواضح في العلاقة بين التكنولوجيا والطاقة.
في الوقت نفسه، تواجه الشركات الناشئة مثل “داتا جرين” تحديات في جذب اهتمام عمالقة الحوسبة السحابية مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت.
جوليان شوكرون، رئيس الذكاء الاصطناعي في “داتا جرين”، أشار إلى أن هذه الشركات لم تبدِ اهتماماً كافياً بحلولهم حتى الآن، لكنه أكد أنهم يسعون لإقناعهم بأهمية الاستثمار في تقنيات الطاقة المبتكرة.
و شهدت الأشهر الأخيرة تحركات لافتة من شركات كبرى نحو تبني تقنيات الطاقة المستدامة. على سبيل المثال، أبرمت مايكروسوفت في شتنبر 2024 صفقة مع “كونستليشن إنيرجي” لإعادة تشغيل محطة “ثري مايل آيلاند” للطاقة النووية في ولاية بنسلفانيا، وهي خطوة جريئة تعكس رغبة في استغلال الطاقة النووية بطريقة آمنة ومبتكرة.
و يؤكد جوردان هيوغ، مدير المنتجات في شركة “أوتريرا” الفرنسية، أن التغيير الجذري في العلاقة بين التكنولوجيا والطاقة يتطلب استثمارات هائلة من الشركات العملاقة.
و يقول هيوغ: “الحلول الكبيرة تأتي من جهات تمتلك الموارد الكافية لتمويلها. نحتاج إلى دعم كبير للمضي قدماً في هذه المشاريع الطموحة”.
مع استمرار تقدم التكنولوجيا واحتياجاتها المتزايدة للطاقة، يبدو أن التوجه نحو حلول مبتكرة ومستدامة أصبح ضرورة وليس خياراً. التحالفات بين الشركات الكبرى والناشئة، والاستثمارات في تقنيات الطاقة الجديدة، ستشكل حجر الأساس لضمان تلبية الطلب المتزايد دون الإضرار بالبيئة.
