الشركات التكنولوجية الكبرى تزيد استثماراتها في الذكاء الاصطناعي السيادي بأوروبا
تكثف الشركات التكنولوجية الكبرى استثماراتها في مجال “الذكاء الاصطناعي السيادي” داخل أوروبا، بهدف تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في إدارة وتخزين البيانات، من خلال التركيز على البنية التحتية المحلية.
ويعني “الذكاء الاصطناعي السيادي” في هذا السياق تعزيز قدرة البلدان الأوروبية على تخزين البيانات محليًا داخل أراضيها، بدلاً من الاعتماد على مراكز البيانات الأمريكية، وهو ما يعزز سيادة البيانات ويحسن حماية الخصوصية.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود للحد من تأثير الهيمنة الأمريكية على البنية التحتية الرقمية في القارة.
وفي هذا السياق، أوضح “كريس جو”، رئيس شؤون السياسات العامة للاتحاد الأوروبي في شركة “سيسكو”، أن مصطلح “الذكاء الاصطناعي السيادي” بدأ بالظهور في العام الماضي تقريبًا.
وقال إن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي البارزة مثل “شات جي بي تي” و”كلود” تعتمد على مراكز بيانات موجودة في الولايات المتحدة لتخزين المعلومات وتنفيذ الأوامر عبر الحوسبة السحابية، مما أثار قلق صناع السياسات في أوروبا.
وقد أدى هذا الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية إلى مخاوف تتعلق بالقدرة التنافسية لأوروبا، لا سيما في ظل القيود التي تفرضها قوانين حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
إذ يفرض قانون حماية البيانات الأوروبي على المؤسسات التعامل مع بيانات المستخدمين بطريقة تحترم خصوصيتهم، وهو ما دفع الحكومات الأوروبية إلى النظر في تعزيز البنية التحتية المحلية.
كما تجدر الإشارة إلى أن محكمة العدل الأوروبية ألغت في عام 2020 اتفاقية تبادل البيانات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معتبرة أنها لا توفر نفس مستوى حماية البيانات الذي يتطلبه القانون الأوروبي، مما دفع الشركات الأوروبية إلى البحث عن حلول تكنولوجية مستقلة.