السياحة بين المغرب والجزائر تدفع ثمن التوتر السياسي
في ظل العهدة الأولى للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، شهدت العلاقات بين الجزائر والمغرب توترًا ملحوظًا، ما انعكس بشكل واضح على حركة السياحة بين البلدين.
ففي الوقت الذي كانت فيه الجزائر تستقبل عددًا كبيرًا من السياح المغاربة، تراجع هذا العدد بشكل كبير نتيجة للسياسات العدائية التي اتبعها الرئيس تبون تجاه المملكة.
و رغم دعوات المغرب المتكررة للحوار وتعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين الجانبين، فإن الجزائر شهدت انخفاضًا حادًا في تدفق السياح من المغرب، بينما زادت أعداد السياح الجزائريين الذين يزورون المغرب.
توضح التقارير الرسمية لوزارة السياحة الجزائرية أن الفترة بين عامي 2019 و2021 شهدت انخفاضًا كبيرًا في عدد السياح المغاربة، حيث تراجع المغرب من المركز الثالث كأكبر مصدر للسياح الأجانب في الجزائر، بعد تونس وفرنسا، إلى المرتبة السابعة بحلول عام 2021.
وهذا يعكس عدم إقبال المغاربة على زيارة الجزائر حتى قبل أن تفرض الحكومة الجزائرية تأشيرة الدخول على حاملي جوازات السفر المغربية.
وحسب بيانات تقرير وزارة السياحة الجزائرية لعام 2019، شكل السياح الأجانب 81.56% من إجمالي السياح الوافدين على الجزائر، حيث تصدرت تونس القائمة بعدد 1,709,323 سائح (68.45% من مجموع السياح الأجانب)، تليها فرنسا بـ 907,164 سائح (8.53%)، فيما جاء المغرب في المرتبة الثالثة بعدد 79,505 سائح (4.11%).
وفي تقرير الوزارة لعام 2022، لوحظ تغيّر كبير في ترتيب السياح الأجانب القادمين إلى الجزائر خلال عام 2021، حيث تراجع عدد السياح التونسيين بنسبة 97.93%، بينما ارتفعت نسبة السياح الفرنسيين إلى المرتبة الأولى بـ 11,964 سائح (17.86% من مجموع السياح الأجانب). في المقابل، تراجعت المغرب من المركز الثالث إلى المركز السابع.
الجدير بالذكر أن الجزائر قد أعلنت مؤخرًا عن إعادة العمل الفوري بفرض تأشيرة الدخول على جميع المواطنين الأجانب الحاملين لجوازات سفر مغربية، وهو القرار الذي جاء في سياق سلسلة من الإجراءات العدائية التي اتخذها قصر المرادية في السنوات الأخيرة.
هذا القرار أثار موجة من السخرية بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، الذين انتقدوا تأثيره وأبدوا استهزاءً وحسرة، مشيرين إلى أن هذا الإجراء قد حرَم حاملي الجواز المغربي “من الفرصة الوحيدة للعودة بالزمن إلى السبعينات” حسب تعبير بعضهم.