الروبوتات في “سي إي إس” 2025: تحولات التكنولوجيا نحو الواقع
بعد عرض “تسلا” لثلاث روبوتات في معرض “سي إي إس” العام الماضي، وجه العديد من المتابعين انتقادات للشركة التابعة للملياردير “إيلون ماسك”، متهماً إياها بالاستلهام من تصميمات فيلم “آي روبوت” الذي تم إطلاقه عام 2004.
ورغم أن أحداث الفيلم تدور في شيكاغو عام 2035، إلا أن القصة استلهمت من سلسلة القصص القصيرة التي كتبها “إسحاق أسيموف” عام 1950، مما يعكس كيف أن الأحلام المستقبلية قد أصبحت واقعاً أقرب من أي وقت مضى.
في معرض “سي إي إس” لهذا العام، الذي يعد أحد أكبر المؤتمرات التجارية للتكنولوجيا، بدأت هذه الأحلام تتحقق مع ظهور نماذج روبوتات قادرة على أداء مهام متنوعة، من الأعمال البسيطة في المطبخ إلى العمليات المعقدة في المصانع، ما يلمح إلى الاستعداد لإنتاج تجاري على نطاق واسع.
يقام المعرض كل عام في لاس فيجاس، ويجذب شركات التكنولوجيا الكبرى وصناع السيارات وشركات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
و شهد المعرض هذا العام العديد من المنتجات التي تعكس تطور التقنيات الحديثة:
“إنفيديا” قدمت منصة “كوزموس” لتدريب الروبوتات والمركبات الذاتية القيادة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
“هوندا” كشفت عن سياراتها الكهربائية “زيرو” التي تتمتع بشحن سريع وقدرات القيادة الذاتية، التي من المقرر إطلاقها في أمريكا الشمالية بحلول 2026.
“أسوس” أعلنت عن حاسوب “زن بوك إيه 14” الذي يمتاز ببطارية تدوم 30 ساعة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
“فلينت” قدمت بطارية قابلة للتحلل البيولوجي خلال 6 أسابيع، مما يجعلها أكثر استدامة وملاءمة للبيئة.
الروبوتات: تقنية المستقبل الحاضرة
أما في مجال الروبوتات، فقد برزت العديد من الابتكارات المثيرة:
“ساروس زد 70” من شركة “روبروك” هو روبوت هجين بين المكنسة الكهربائية والممسحة، قادر على التقاط الجوارب بفضل ذراعه الميكانيكية الجديدة.
“نيكوجيتا فوفو” من شركة “يوكاي إنجينيرنج” هو روبوت على شكل قطة، يستخدم هواءً لتبريد الأطعمة والمشروبات.
“مي-مو” من شركة “جيزاي” هو روبوت يشبه العنكبوت، قادر على تحريك الأشياء الصغيرة على الأسطح المستوية.
“آر 2 دي 3” من شركة “أوبن درويدز” هو روبوت متعدد المهام، من غسل الصحون إلى ترتيب الملابس وصناعة العصير.
“آدم” من شركة “ريتش تك” هو روبوت مخصص لتحضير المشروبات، ويقدم ما يصل إلى 200 كوب يومياً.
مع انقضاء فعاليات “سي إي إس” في 10 يناير، كان من اللافت للنظر دور الذكاء الاصطناعي في تطور الروبوتات التي تهدف إلى خدمة مختلف القطاعات، من المستهلكين إلى التصنيع والتجزئة.
تطور هذه التقنيات يجعل من المستقبل القريب، حيث قد نرى الروبوتات وقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تماماً مثل الهواتف المحمولة التي تمثل اليوم جزءاً أساسياً من حياتنا.
هل ستكون الروبوتات جزءاً من حياتنا اليومية قريباً؟ هل سنشهد قريباً شراء الروبوتات مثلما نشتري الهواتف الذكية؟ ربما أصبح ذلك أكثر من مجرد حلم خيالي، بل أصبح جزءاً من المستقبل الذي نعيشه اليوم.