الرقائق تدفع صادرات كوريا الجنوبية لمواصلة الارتفاع في مايو
استمر نمو صادرات كوريا الجنوبية الشهر الماضي، بقيادة الطلب على أشباه الموصلات، مما دعم التفاؤل بين صناع السياسات بشأن توسع اقتصادي أفضل من المتوقع هذا العام.
ارتفعت الشحنات، التي تأخذ في الاعتبار اختلافات أيام العمل، بنسبة 9.2% عن العام السابق، بحسب البيانات الصادرة اليوم السبت عن مكتب الجمارك. وبدون هذا التعديل، ارتفعت الصادرات الرئيسية بنسبة 11.7%، أي أقل من التوقعات البالغة 15.3% في استطلاع “بلومبرغ”. وانخفض إجمالي الواردات بنسبة 2%.
قفز الفائض التجاري للبلاد إلى 4.96 مليار دولار، وهو الأكبر منذ 41 شهرا، وفقاً لبيان منفصل صادر عن وزارة التجارة.
قام بنك كوريا المركزي الشهر الماضي بتعديل توقعاته للنمو الاقتصادي بشكل حاد، حيث ظل زخم الصادرات قويا على خلفية الطلب على المنتجات بما في ذلك أشباه الموصلات والسيارات. وكانت مبيعات الرقائق قوية بشكل خاص، مما أدى إلى تحقيق مكاسب في إجمالي المبيعات في الخارج مقارنة بأواخر العام الماضي.
نمو اقتصادي سريع
في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، ساعدت التجارة كوريا الجنوبية على تحقيق نمو اقتصادي كان أسرع مرتين مما توقعه المحللون.
وقفزت صادرات كوريا الجنوبية من الرقائق بنسبة 54.5% عن العام السابق في مايو، بينما ارتفعت صادرات شاشات العرض بنسبة 15.8%. وقالت وزارة التجارة إن الشحنات الخارجية لمحركات الأقراص الصلبة المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر ارتفعت بنسبة 48.4%.
تحتل كوريا الجنوبية وبعض جيرانها في آسيا مواقع في أعلى التسلسل الهرمي الشامل لسلاسل توريد التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تستفيد أكثر من الطلب المتزايد على الإلكترونيات اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة.
وقالت شيانا يوي، الخبيرة الاقتصادية في جامعة “أكسفورد إيكونوميكس”: “تشير البيانات الأخيرة إلى أن قوة الصادرات الآسيوية ربما لا يزال أمامها مجالاً للارتفاع. ويرجع ذلك بشكل كبير إلى دورة صعود إنتاج الرقائق”. أعلنت شركتا تصنيع الرقائق الكورية الجنوبية “إس كيه هاينيكس” (SK Hynix Inc)، و”سامسونغ إلكترونيكس” عن أرباح أفضل من المتوقع مع تعافي الطلب على رقائق الذاكرة الخاصة بهما. وتتنافس الشركتان الآن على تزويد شركة “إنفيديا” بذاكرة متقدمة أكثر ربحية من الأنواع التقليدية.
تأثير ضعف العملة
كان ارتفاع الصادرات هذا العام مدفوعاً جزئياً بضعف قيمة الوون مقابل الدولار، حيث كانت العملة الكورية من بين أسوأ العملات أداءً في آسيا. ومع ذلك، فإن أسعار العملات لها آثار متباينة على الربحية الإجمالية للشركات، حيث أن ضعف الوون جعل الأمر أكثر تكلفة بالنسبة لبعض الشركات التي تعتمد بشكل كبير على المواد المستوردة لتجميع البضائع التي سيتم شحنها إلى الخارج.
هناك مخاطر على آفاق الصادرات. ولا يزال الطلب من الصين غير مؤكد، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للخروج من الركود المحلي في الإنفاق. وفي مايو دعا صندوق النقد الدولي بكين إلى تقديم المزيد من الدعم النقدي والمالي للاقتصاد، بما في ذلك اتخاذ المزيد من الخطوات لحل أزمة الإسكان، حتى مع رفع توقعاته للنمو في الصين هذا العام إلى 5%.
مخاطر جيوسياسية
يتعين على الصناعات الكورية الجنوبية أيضاً أن تخوض المخاطر الجيوسياسية المستمرة الناجمة عن التنافس بين الولايات المتحدة والصين، التي تعتبر أكبر شريك تجاري للبلاد، بينما تقدم أميركا ضمانات أمنية.
وفي قمة ثلاثية الشهر الماضي، طلبت الصين من كوريا الجنوبية واليابان زيادة التعاون بهدف الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد، حيث تحاول بكين تخفيف الضربة الناجمة عن ضوابط التصدير الأميركية على الأجهزة التي تحتاجها لتطوير التكنولوجيا الخاصة بها. واضطرت بعض الشركات الكورية الجنوبية التي لديها مصانع في الصين إلى التعامل مع القيود الأميركية التي تهدف إلى الحد من وصول الصين إلى مواد ومعدات معينة.