الدولار تحت الضغط قبل بيانات الوظائف الشهرية فى الولايات المتحدة
تراجع الدولار الأمريكي بالسوق الأوروبية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ،ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي ،تحت ضغط الهبوط الواسع فى العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة ،رغم الاجتماع المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ،والذي قلص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس القادم.
ومن أجل إعادة تقييم تلك الاحتمالات يترقب المستثمرين فى وقت لاحق اليوم ،صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر يناير ، و الذي يوفر أدلة قوية حول الظروف الحالية فى سوق العمالة فى الولايات المتحدة.
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.15% إلى مستوى (102.94) نقطة ، من مستوي افتتاح تعاملات اليوم عند (103.07) نقطة، وسجل أعلى مستوى عند (103.07) نقطة.
أنهي المؤشر تعاملات الخميس منخفضًا بنسبة 0.5% ،بأكبر خسارة يومية فى 2024 ، تحديدًا منذ 27 ديسمبر الماضي ،بسبب الهبوط الحاد فى العائدات الأمريكية.
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات هذا الأسبوع بأكثر من 7.5 نقطة مئوية ،وسجل أدنى مستوى فى خمسة أسابيع عند 3.817% ،وهو ما ضغط بشدة على سعر الدولار الأمريكي فى سوق صرف العملات الأجنبية.
يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة ،بعدما طغي تأثير المخاوف بشأن البنوك المحلية فى الولايات المتحدة بعد الخسارة المفاجئة لبنك نيويورك “كوميونيتي بانكورب” على نتائج الاجتماع المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقال محللون إن أزمة “كوميونيتي بانكورب” هذا الأسبوع جددت المخاوف بشأن البنوك الأمريكية الإقليمية ،وهو ما أدي إلى التوجه نحو شراء سندات الخزانة الآمنة. وتتحرك عائدات السندات عكسيًا مع عمليات شراء الديون.
تماشيًا مع التوقعات، أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير عند نطاق (5.25% إلى 5.50%) ،والذي يعد أعلى نطاق منذ عام 2001 ،وذلك للاجتماع الرابع على التوالي.
قال الاحتياطي الفيدرالي :أن الاقتصاد الأمريكي يؤدي أفضل من المتوقع ،وهو ما يحملنا على التمهل حيال تغيير مسار أسعار الفائدة ،كما أن الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2% يحتاج المزيد من الوقت.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”:إن أعضاء لجنة السياسة النقدية ملتزمون بعودة التضخم إلى المستهدف عند 2% ،وأشار إلى أن التضخم يتراجع وأن الاقتصاد قوي.وأضاف باول: أن أسعار الفائدة ربما بلغت ذروتها أو بالقرب منها ،وقد يكون من المناسب خفض الفائدة “فى وقت ما”.
وبسؤاله عن احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في شهر مارس، قال باول: ليس من المرجح أن تصل اللجنة للثقة الكاملة بحلول اجتماع مارس.. لا اعتقد أن هذا هو الاحتمال الأرجح، وعن موعد بدء دورة تخفيف السياسة النقدية وخفض الفائدة، قال باول: كل شيء يعتمد على البيانات.
عقب التعليقات أعلاه ،تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع 20 مارس القادم من 52% إلى 35% ،وارتفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع 1 مايو من 89% إلى 94%.
وتراجع تسعير تلك العقود على مدار هذا الشهر من 80% بالنسبة للخفض فى مارس ومن 98% للخفض فى مايو ،بسبب توالي بيانات اقتصادية قوية فى الولايات المتحدة ،بجانب تعليقات أكثر تشددًا من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويسعر المتداولون أيضًا تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية بحوالي 140 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض عن الرهانات التي تزيد عن 160 نقطة أساس في نهاية عام 2023، وفقًا لتطبيق احتمالية أسعار الفائدة التابع لشركة ل-إس-إي-جي.
ومن أجل إعادة تسعير تلك العقود ،يترقب المستثمرين فى وقت لاحق اليوم ،تقرير الوظائف الشهري فى الولايات المتحدة ،والذي سيشمل بيانات مهمة عن سوق العمل الأمريكي ،خاصة الوظائف الجديدة التي تم إضافتها بالقطاعات الغير زراعية فى يناير ،بالإضافة إلى معدل البطالة ومتوسط الأجر بالساعة.
تصدر بحلول الساعة 13:30 جرينتش بيانات الوظائف بالقطاع الغير زراعي التوقعات تشير إلي إضافة الاقتصاد الأمريكي 187 ألف وظيفة جديدة فى يناير من إضافة 216 ألف وظيفة في ديسمبر ،مع ارتفاع معدل البطالة إلى مستوي 3.8% من مستوي 3.7% ، ويصدر أيضاً متوسط دخل الفرد بالساعة المتوقع ارتفاع بنسبة 0.3% من ارتفاع بنسبة 0.4% فى ديسمبر.
البيانات الضعيفة الأسوأ من توقعات السوق ،سترفع مرة أخرى تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس القادم ،وعليه ستتفاقم الخسائر الحالية فى مستويات الدولار الأمريكي.