الدولار الأمريكي يواصل التألق فى فبراير 2024 !
انتهت تعاملات سوق صرف العملات الأجنبية لشهر فبراير 2024 عند تسوية الأسعار يوم الخميس الموافق 29 فبراير ،واستمرت العملة الأمريكية فى تصدر قائمة العملات الرابحة للشهر الثاني على التوالي ،بفضل الثقة فى العملة كواحدة من أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة.
والبداية النارية للدولار الأمريكي منذ مطلع تعاملات هذا العام ،تحققت بفضل التراجع الواسع فى تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالية بداية من مارس حتى يونيو القادم.
وقد تحول هذا التسعير مع مرور الوقت من العدوانية إلى الاعتدال ثم إلى التشاؤم ، وسط توالي البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة ، بالإضافة إلى المزيد من التعليقات المشددة من قبل صناع السياسات النقدية فى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وتذيل الفرنك السويسري قائمة العملات أداءً فى فبراير ، بسبب انحسار الضغوط التضخمية على البنك الوطني السويسري، مما أدي إلى تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة السويسرية بداية من اجتماع مارس.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الدولار الأمريكي وضغطت بشدة على الفرنك السويسري ، نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار شهر فبراير 2024.
حقق الدولار الأمريكي ارتفاعاً بمستوي 4 نقطة على مؤشر ” أف اكس نيوز تودي ” الشهري لقياس قوة العملات ،ثم اليورو فى المركزي الثاني بمستوي 3 نقطة ، ثم الجنيه الإسترليني فى المركزي الثالث بمستوي 2 نقطة ، وأحتل الفرنك السويسري المركز الأخير بمستوي سالب 8 نقطة.
وبالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأمريكي فى شهر فبراير مقابل السبع عملات الكبرى ،نجده قد اكتسح الفرنك السويسري بنسبة 2.7% ،وسجل يوم الأربعاء 14 فبراير أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 0.8886 فرنك.
وحقق ارتفاعًا بنسبة 2.1% مقابل الين الياباني وسجل يوم الثلاثاء 13 فبراير أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 150.88 ينات،وصعد بنسبة 1.1% مقابل نظيره الكندي وسجل الأربعاء 28 فبراير أعلى مستوى فى شهرين عند 1.3606 دولار.
وزاد بنسبة 1.05% مقابل نظيره الأسترالي وسجل يوم الثلاثاء 13 فبراير أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 64.43 سنتًا ،وارتفع بنسبة 0.55% مقابل الدولار النيوزيلندي وسجل يوم الاثنين 5 فبراير أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 60.38 سنتًا.
وأضاف 0.5% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل يوم الاثنين 5 فبراير أعلى مستوى فى شهرين عند 1.2536 دولار ،وصعد بنسبة 0.15% مقابل اليورو وسجل يوم الأربعاء 14 فبراير أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 1.0695 دولارًا.
فى أوائل فبراير ،كان تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع 20 مارس مستقرًا عند 35% ، وتسعير احتمالات الخفض فى اجتماع 1 مايو عند 94% ،وتسعير احتمالات الخفض فى اجتماع 12 يونيو عند 99%.
أظهرت البيانات الصادرة أوائل فبراير ،إضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 353 ألف وظيفة جديدة بالقطاعات الغير زراعية فى يناير ،بأعلى وتيرة منذ يناير 2023 ، لتتجاوز توقعات السوق إضافة 187 ألف ،وتم تعديل وظائف ديسمبر بزيادة كبيرة من 216 ألف إلى 333 ألف.
واستقر معدل البطالة فى يناير عند مستوي 3.7% دون أي تغيير يذكر ، على خلاف توقعات السوق ارتفاع إلى مستوي 3.8% ،وقفز متوسط دخل الفرد بالساعة بنسبة 0.6% فى يناير ،بأكبر وتيرة زيادة منذ يناير 2022 ، متجاوزًا توقعات السوق ارتفاع بنسبة 0.3% ، وسجل متوسط الدخل ارتفاع بنسبة 0.4% فى ديسمبر.
تعهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” فى مقابلة على تليفزيون ”سي بي إس” بثت يوم الأحد الموافق 4 فبراير ،بأن الفيدرالي الأمريكي سيمضي بحذر في تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام ومن المرجح أن يتحرك بوتيرة أبطأ بكثير مما تتوقعه السوق.
وكما فعل خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع السياسة النقدية فى يناير، قال جيروم باول: إنه من غير المرجح أن تقوم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بخفض سعر الفائدة فى مارس.
خلال شهر فبراير ،قدم العديد من المتحدثين باسم مجلس الاحتياطي الفيدرالي مجموعة من الأسباب لعدم الشعور بالحاجة الملحة للبدء في تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة فى وقت مبكر فى الولايات المتحدة.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند “توماس باركين”: أن صناع السياسة النقدية بالبنك المركزي الأمريكي لديهم الوقت للتمهل حيال توقيت خفض أسعار الفائدة.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس “نيل كاشكاري”: إن البنك المركزي لديه الوقت لدراسة البيانات الواردة قبل تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فى شيكاغو “أوستان جولسبي”:أنه يود رؤية المزيد من بيانات التضخم الإيجابية قبل تخفيضات الفائدة.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا “رافائيل بوستيك”: إنه على الرغم من أنه يحتاج إلى مزيد من البيانات لإقناعه بأن ضغوط التضخم تنخفض بالفعل، إلا أنه منفتح على خفض أسعار الفائدة في مرحلة ما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال محافظ الاحتياطي الفيدرالي”كريستوفر والر”: إنه يتعين على صناع القرار في الفيدرالي الأمريكي تأجيل التخفيضات لمدة شهرين آخرين على الأقل لمعرفة ما إذا كان الارتفاع الأخير في التضخم يشير إلى تعثر التقدم نحو استقرار الأسعار أم أنه مجرد عثرة في الطريق.
أظهرت البيانات الصادرة يوم 13 فبراير ،ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 3.1% سنوياً فى يناير ، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 2.9% ،أقل من القراءة السابقة ارتفاع بنسبة 3.4%.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ارتفاعًا بنسبة 3.9% سنوياً فى يناير ، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 3.7% ،بنفس القراءة السابقة ارتفاع بنسبة 3.9%.
قال الخبير الإستراتيجي في كونفيرا “جيمس كنيفتون”: علق مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأنهم ينتظرون بيانات تظهر أن تباطؤ التضخم وسيظل منخفضًا ،وهذا التقرير قوض هذا الافتراض.