الدولار الأسترالي يتصدر قائمة العملات الخاسرة بسبب بيانات التضخم
تراجع الدولار الأسترالي على نطاق واسع بالسوق الأسيوية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية ،ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل نظيره الأمريكي ،مسجلًا أدنى مستوى فى أسبوع ، متصدرًا قائمة العملات الخاسرة فى سوق صرف العملات الأجنبية ،بسبب بيانات التضخم الصادرة منذ قليل فى سيدني.
أظهرت البيانات تباطؤ أسعار المستهلكين فى أستراليا لأدنى مستوى فى 25 شهرًا فى ديسمبر ، فى أحدث مؤشرات انحسار الضغوط التضخمية على بنك الاحتياطي الأسترالي ،الأمر الذي رفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأسترالية بداية من مايو القادم.
والعملة الأسترالية فى طريقها صوب تسجيل أكبر خسارة شهرية منذ فبراير 2023 ، بسبب المخاوف المحيطة حول الفجوة الحالية فى أسعار الفائدة بين أستراليا و الولايات المتحدة.
تراجع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بحوالي 0.7% إلى (0.6559) الأدنى فى أسبوع ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (0.6602)، وسجل أعلى مستوى عند (0.6604).
فقد الدولار الأسترالي يوم الثلاثاء نسبة 0.1% مقابل الدولار الأمريكي ،بسبب بيانات مبيعات التجزئة السلبية فى أستراليا ،وعمليات التصحيح من أعلى مستوى فى أسبوعين عند 66.24 سنتًا.
تصدر الدولار الأسترالي اليوم الأربعاء القائمة الخاسرة من العملات الثمانية الكبرى فى سوق الصرف الأجنبي ،حيث شهدت العملة الأسترالية تراجعًا على نطاق واسع مقابل معظم العملات الرئيسية والثانوية.
مع انخفاض بنحو 0.7% مقابل نظيره الأمريكي ، وبنسبة 0.5% مقابل كلا من اليورو و الجنيه الإسترليني ،وتراجع بنسبة 0.5% مقابل الفرنك السويسري وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 1.7660 ،وفقد قرابة 0.7% مقابل الين الياباني وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 98.83 ينات.
وخسر نسبة 0.5% مقابل نظيره الكندي مسجلًا أدنى مستوى فى شهرين عند 0.8801 ، وتراجع بنسبة 0.3% مقابل نظيره النيوزيلندي وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 1.0726.
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية فى أستراليا صباح يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي سجل ارتفاع بنسبة 3.4% فى ديسمبر ،بأقل وتيرة زيادة منذ نوفمبر 2021 ،أقل من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 3.7% ،وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 4.3% فى نوفمبر.
وبالقراءة الفصلية ،سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاع بنسبة 0.6% فى الربع الرابع / 2023 ،أقل من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 0.8% ،وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 1.2% فى الربع الثالث.
وارتفع مؤشر التضخم الأساسي الذي يتم مراقبته عن كثب بنسبة 0.8% فى الربع الرابع ، أقل من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 0.9% ،وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 1.2% فى الربع الثالث.
وتعليقًا على بيانات التضخم الأسترالية، كتب وزير الخزانة في البلاد “جيم تشالمرز” على منصة إكس: تظهر بيانات أسعار المستهلكين الجديدة والأفضل من توقعات السوق أننا نرحب بشدة ونشجع التقدم فى مكافحة التضخم ، والسياسات الحكومية تساعد فى ذلك، لكن لم يتم إنجاز المهمة بعد لأننا نعلم أن الناس لا يزالون تحت الضغط.
وقال الخبير الاقتصادي في وكالة موديز أناليتيكس “هاري مورفي كروز”:سيستمر التضخم فى أستراليا في الانخفاض، لكن وتيرة التراجع ستتباطأ.
قام بنك الاحتياطي الأسترالي بالفعل برفع أسعار الفائدة بمقدار 425 نقطة أساس إلى أعلى مستوى خلال 12 عامًا عند 4.35٪ منذ مايو 2022 لترويض الأسعار الجامحة والتضخم المرتفع فى البلاد ،كما ترك الباب مفتوحًا لمزيد من التشديد إذا لزم الأمر لتحقيق هدف التضخم السنوي الذي يتراوح بين 2 و3%.
لقد تطور الاقتصاد إلى حد كبير كما توقع بنك الاحتياطي الأسترالي خلال الشهرين الماضيين، مع تخفيف سوق العمل، وضعف الإنفاق الاستهلاكي وسط تكاليف الضغوط المعيشية ،واستمرار تراجع تضخم السلع.
وستكون بيانات أسعار المستهلكين الصادرة اليوم بمثابة ارتياح مرحب به لبنك الاحتياطي الأسترالي بينما يستعد لتقديم أول قرار سياسي له لهذا العام يوم الثلاثاء المقبل. الأسواق المالية على يقين حاليًا من أن دورة التشديد النقدي فى أستراليا قد انتهت وأن الخطوة التالية ستكون إجراء تخفيضات فى أسعار الفائدة.
وعقب بيانات اليوم ،ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأسترالية فى مايو القادم من 30% إلى 50% ،مع التسعير الكامل للخفض بنحو 25 نقطة أساس فى شهر أغسطس ،وارتفع إجمالي توقعات الخفض من 42 نقطة أساس إلى 52 نقطة أساس على مدار هذا العام.
على مدار تعاملات يناير ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فالدولار الأسترالي منخفض حتى الآن بحوالي 3.7% مقابل نظيره الأمريكي ،بصدد تكبد أول خسارة شهرية فى غضون الثلاثة أشهر الأخير ،وبأكبر خسارة شهرية منذ فبراير 2023.
السبب الرئيسي وراء تلك الخسارة الشهرية الفادحة ،التحديثات على مدار الشهر فى تسعير احتمالات الخفض فى أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الأسترالي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
كانت الأسواق تستبعد إجراء تخفيضات فى أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام ،لكن مع توالي البيانات الاقتصادية الضعيفة فى سيدني مع انحسار ضغوط التضخم ،أصبحت هناك احتمالات قوية حول تلك التخفيضات بداية من مايو القادم.
وفى المقابل كان الأسواق تستعد لخفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس القادم ، ومع توالي البيانات الاقتصادية القوية فى واشنطن وتنامي الضغوط التضخمية ، انحسرت احتمالات الخفض من 73% إلى نحو 43% فقط.