الدار البيضاء تحتضن خبراء الأمن السيبراني والطيران المدني من 50 دولة
يلتقي أزيد من 130 خبيرا من 50 دولة، وكذا منظمات دولية وإقليمية وشركات الصناعة، بالدار البيضاء، لمناقشة أحدث التطورات في مجالي الأمن السيبراني والطيران المدني.
يتعلق الأمر بمناقشات، خلال الندوة الإقليمية الثالثة حول الابتكار والأمن السيبراني في الطيران المدني، المنظمة من 17 إلى 19 يوليوز الجاري، بالتعاون بين المنظمة العربية للطيران المدني والمؤتمر الأوروبي للطيران المدني واللجنة الإفريقية للطيران المدني، وذلك من أجل تعزيز التعاون وتبادل المعرفة في مجال الطيران بين الدول العربية والأوروبية والإفريقية.
وحسب المنظمين، تشكل هذه الندوة فرصة فريدة للمشاركين لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية للطيران المدني من التهديدات السيبرانية.
في هذا السياق، اعتبر مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني، عبد النبي منار، أن الأمن السيبراني في الطيران المدني ليس جانبا تقنيا، بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الشاملة.
وقال ” نحن نعيش اليوم في عصر يزداد فيه التحول الرقمي والتواصل الشبكي بين الأنظمة، مما يجعل الطيران المدني عرضة لهجمات سيبرانية معقدة ومتطورة، لذا من الضروري أن نكون في طليعة التطور التكنولوجي لنحمي أنفسنا من هذه المخاطر”.
وأضاف أن الأمن السيبراني في الطيران المدني لا يقتصر على حماية أنظمة الحواسيب والشبكات، بل يشمل، أيضا، حماية البيانات والمعلومات الشخصية للمسافرين والموظفين، وتأمين نظم الاتصالات والأرض، ثم ضمان سلامة أنظمة الملاحة الجوية، مشيرا إلى أن هذه الجوانب تتطلب استراتيجيات شاملة ومتكاملة للتصدي للتهديدات السيبرانية.
من جهتها قالت رئيسة المصلحة المكلفة بأمن الطيران والتسهيلات بالمديرية العامة للطيران المدني التابعة لوزارة النقل واللوجيستيك صفاء الرداف ” نجتمع لتقاسم المعارف والخبرات والاستراتيجيات التي ستساعدنا على تعزيز الابتكار”، مشيرة إلى أن التعاون هو مفتاح النجاح.
وأشارت السيدة الرداف إلى أنه، “من خلال العمل المشترك بمعية الحكومات والفاعلين في مجال الصناعة وخبراء الأمن السيبراني، يمكننا بلورة حلول لا تستجيب للتهديدات الحالية فحسب، بل تستبق، أيضا، المخاطر المستقبلية وتخفف من وقعها”.
في السياق ذاته، أبرزت حنان أشهبون رئيسة مشروع (CASE II) للمؤتمر الأوروبي للطيران المدني (CEAC) أن هذا الندوة تضع نصب عينيها مناقشة عدة جوانب منها تقييم المخاطر المرتبطة بالأمن السيبراني ووضع استراتيجيات للتخفيف الناجع وتحليل أثر الابتكارات في مجال أمن الطيران واستكشاف التطورات التكنولوجية الجديدة في هذا المجال.
وأضافت أن هذه الندوة توفر، أيضا، فرصة فريدة للقاء وتبادل الممارسات الفضلى والتعاون، وذلك في مواجهة التحديات المطروحة.
من جهته، قال جمال الدريدي، ممثل اللجنة الإفريقية للطيران المدني (CAFAC) ” نجتمع في الدار البيضاء للتعاطي بشكل مشترك مع التحديات السيبرانية المتزايدة التي يواجهها قطاع الطيران المدني”، مضيفا أن ” هدفنا هو تحفيز التعاون الدولي بشأن مكافحة التهديدات السيبرانية وتعزيز الأمن في قطاع الطيران المدني “.
ويتضمن برنامج الندوة عدة جلسات حوارية تركز على موضوعات من قبيل ” مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية للطيران المدني من خلال التكنولوجيا”، و” التحديات التي تواجه المطارات في تنفيذ الابتكارات التكنولوجية وتطبيق أنظمة أمن الطيران الذكية “، و” تشجيع التعاون بين الحكومات والصناعة والباحثين لتعزيز الابتكار في أمن الطيران”، و” الأمن السيبراني في الأنظمة المتصلة بالمطارات وشركات الطيران وأنظمة خدمات الملاحة الجوية”.