الاقتصاديةالشركات

الخطوط الجوية الباكستانية تعود إلى أوروبا بعد أربع سنوات من الحظر

أعلنت الخطوط الجوية الباكستانية عن استئناف رحلاتها إلى أوروبا بعد توقف دام أربع سنوات، إثر حظر فرضه الاتحاد الأوروبي في عام 2020.

وأكدت الشركة في بيان أن أولى رحلاتها ستنطلق من إسلام أباد إلى باريس في 10 يناير 2024، مع تشغيل رحلتين أسبوعياً مبدئياً يومي الجمعة والأحد، مع خطط لزيادة عدد الرحلات تدريجياً.

أكد متحدث باسم الشركة أن الخطوط الجوية الباكستانية ملتزمة تماماً بلوائح وإرشادات وكالة سلامة الطيران الأوروبية، وهو شرط رئيسي لرفع الحظر واستئناف العمليات في الأجواء الأوروبية.

تم فرض الحظر على الشركة في يونيو 2020 بعد حادث مأساوي شهد سقوط طائرة في مدينة كراتشي، ما أسفر عن وفاة نحو 100 شخص.

الحادث نُسب إلى خطأ بشري من قبل الطيارين ومراقبة الحركة الجوية، وكشف عن مشكلات في تراخيص الطيارين، حيث تبين أن ثلثهم يحملون تراخيص مشكوك فيها أو مزورة.

على الرغم من رفع الحظر الأوروبي، لا تزال الخطوط الجوية الباكستانية ممنوعة من العمل في الولايات المتحدة.

الشركة تواجه أيضًا تحديات مالية وتنظيمية كبيرة، إذ تحمل ديوناً تبلغ 3 مليارات دولار، وهو ما يعادل خمسة أضعاف قيمة أصولها، وسجلت خسائر بقيمة 270 مليون دولار العام الماضي.

كما شهدت الشركة إلغاء العديد من الرحلات بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف الوقود، مما سلط الضوء على مشكلات سوء الإدارة التي تعاني منها منذ عقود.

في محاولة لإصلاح أوضاع الشركة، سعت الحكومة الباكستانية إلى خصخصة الخطوط الجوية الباكستانية ضمن إصلاحات طالبت بها صندوق النقد الدولي مقابل برامج مساعدات. ومع ذلك، فشلت المحاولات الأخيرة بسبب تقديم عروض شراء أقل من المتوقع.

يرى وزير الطيران الباكستاني، خواجة آصف، أن استئناف الرحلات إلى أوروبا سيضيف قيمة للشركة، مما يجعلها أكثر جاذبية للمشترين المحتملين. وأضاف أن رفع الحظر يمثل فرصة لتحسين صورة الشركة عالميًا وزيادة الإيرادات.

وتأسست الخطوط الجوية الباكستانية في عام 1955 بعد أن أممت الحكومة شركة طيران تجارية خاسرة.

ورغم بداياتها الواعدة ونموها السريع خلال العقود الأولى، إلا أن التحديات المالية والإدارية بدأت في التراكم منذ التسعينيات، مما أدى إلى أزمات متتالية.

عودة الخطوط الجوية الباكستانية إلى أوروبا بعد سنوات من الحظر تمثل خطوة إيجابية قد تسهم في تحسين وضع الشركة، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب إصلاحات جذرية لضمان الاستدامة وتحقيق الانتعاش المالي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى