الجواهري: التوترات الجيوسياسية والصدمات الاقتصادية تؤثر على المغرب
في كلمته الافتتاحية للتقرير السنوي لبنك المغرب لعام 2023، أشار عبد اللطيف الجواهري إلى التحولات العميقة التي يشهدها المحيط الخارجي للمغرب نتيجة توالي الصدمات والتوترات الجيوسياسية.
هذه التغيرات أدت إلى إعادة النظر في القواعد والمبادئ التي تنظم العلاقات الدولية والنظام الاقتصادي العالمي، مما ساهم في إضعاف النمو والتجارة والاستثمارات العابرة للحدود.
وأوضح الجواهري أن اللقاءات والالتزامات الدولية تتزايد، لكن القليل منها يتحقق فعلياً على الأرض، وغالباً ما يتم تبرير الانتكاسات بظروف استثنائية.
كما حذر من الغموض المحيط بتبعات الثورة الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وكشف عن غياب رؤية واضحة للسياسة العمومية في هذا المجال، والتي تظل موجهة بشكل رئيسي من قبل كبار الفاعلين الخواص الذين يركزون على الربح، مما قد يترتب عنه آثار هامة على سوق العمل.
وفي سياق آخر، أكد الجواهري أن التغير المناخي أصبح واقعاً ملموساً، ومع ذلك، هناك توافق واسع على أن العالم يتجه بعيداً عن الأهداف التي تم تحديدها لمكافحة هذه الظاهرة.
وأشار إلى أن هذه التحولات تساهم في خلق بيئة تزداد فيها الحذر والارتياب بدلاً من الثقة والتعاون، وتؤدي إلى تصاعد الحمائية بدلاً من الانفتاح، مما يجعل مستقبل كوكبنا أكثر غموضاً من أي وقت مضى.
وشدد الجواهري على أن هذا السياق غير المستقر يتطلب من المغرب الاستمرار في سعيه نحو تحقيق تنمية مستدامة وشمولية.