التوسع الصيني في صناعة السيارات: كيف تتفوق الشركات الصينية على منافسيها العالميين؟
تواصل الصين تعزيز سيطرتها على صناعة السيارات العالمية، متحدية الجهود المبذولة من قبل أوروبا والولايات المتحدة لاحتواء هذا التوسع.
ففي عام 2023، تفوقت شركات السيارات الصينية لأول مرة على نظيراتها في الولايات المتحدة من حيث عدد المركبات المباعة، بدعم من الشركات العملاقة مثل “بي واي دي”، بحسب بيانات “جاتو ديناميكس”.
مبيعات العلامات التجارية لصناعة السيارات في 2023 | |
العلامات التجارية | المبيعات |
اليابانية | 23.59 |
الصينية | 13.4 |
الأمريكية | 11.9 |
و شهدت مبيعات السيارات في الصين زيادة بنسبة 23% على أساس سنوي، مقارنة بنمو قدره 9% في الولايات المتحدة، مما يعكس تحولاً كبيرًا في تفضيلات المستهلكين نحو السيارات الصينية التي تقدم قيمة أعلى بأسعار معقولة.
هذا التحول يعزى جزئيًا إلى غياب التحسينات المستمرة في أسعار السيارات من قبل شركات صناعة السيارات التقليدية، وهو ما دفع المستهلكين بشكل غير مباشر إلى اختيار البدائل الصينية.
وفقًا لتقرير صادر عن “تكنولوجيا المعلومات والابتكار” (آي تي آي إف)، تظهر شركات السيارات الكهربائية الصينية سرعة فائقة في تطوير وإطلاق نماذج جديدة مقارنة بنظيراتها الأمريكية.
ففي المتوسط، تستغرق الشركات الصينية حوالي 1.3 عامًا لتحديث أو تطوير موديلات جديدة، بينما تستغرق الشركات الأمريكية مثل “تسلا” 4.2 أعوام. بين عامي 2017 و2023، قدمت “بي واي دي” 19 موديلًا جديدًا، بينما لم تطلق “تسلا” سوى خمسة موديلات فقط، ما يعكس التفوق الصيني في هذا المجال.
لم تقتصر إنجازات شركات السيارات الصينية على السوق المحلية فحسب، بل امتد تأثيرها إلى الأسواق العالمية. ففي عام 2023، قفزت صادرات الصين من السيارات الكهربائية بنسبة 60%، لتصبح أكبر مصدر للسيارات في العالم متفوقة على اليابان وألمانيا.
وفي النرويج، على سبيل المثال، أصبحت العلامات التجارية الصينية مثل “إم جي” و”بي واي دي” من الأكثر شهرة في الشوارع، حيث سجلت حصة سوقية بلغت 11% في عام 2024، مقارنة بـ 0% في 2019.
شركات صناعة السيارات الأجنبية تفقد هيمنتها في الصين | ||||
الفترة الزمنية | حصة شركات السيارات الأجنبية | حصة الشركات المحلية | ||
يوليو 2022 | %53 | %47 | ||
يوليو 2024 | %33 | %67 |
فقد خسرت “فولكس فاجن” مكانتها كأكبر علامة تجارية مبيعًا للسيارات في الصين لصالح “بي واي دي”، وهو ما يمثل انعطافة كبيرة في السوق الصينية.
هذا التوسع المتسارع يعكس تحولًا في الحصة السوقية لصالح الشركات الصينية التي تهيمن على الأسواق العالمية بشكل متزايد.
في محاولة لمواجهة التوسع الصيني، قامت أوروبا والولايات المتحدة بزيادة التعريفات الجمركية على السيارات الصينية. ومع ذلك، فإن شركات السيارات الصينية مثل “بي واي دي” أكدت أنها ستواصل بيع سياراتها في أسواق هذه الدول ولن ترفع الأسعار رغم الرسوم الجمركية.
علاوة على ذلك، بدأت هذه الشركات في استثمار ملايين الدولارات لبناء مصانع جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، ما يشير إلى قدرتها الكبيرة على التوسع.
مقارنة بين التغير بين حصة اليابان من إنتاج سيارات الركاب العالمي | ||
العام | حصة اليابان | حصة الصين |
1998 | %21.6 | %1.4 |
2023 | %11.4 | %38.4 |
تشير التوقعات إلى أن حصة شركات السيارات الصينية في سوق المركبات الكهربائية العالمية ستتضاعف لتصل إلى نحو ثلث السوق بحلول 2030، بينما ستكون الشركات الأوروبية الأكثر تأثرًا بهذا التحول.
وفي ظل هذه التحديات، يتعين على شركات السيارات الغربية تسريع عمليات الابتكار والتكيف مع متطلبات السوق الجديدة، لا سيما في مجال السيارات الكهربائية، لمواكبة المنافسة الصينية المتزايدة.