التوجه نحو الدفع الإلكتروني يواجه تحديات الأمية الرقمية وهيمنة الاقتصاد غير المهيكل
بعد دعوات والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، للمغاربة للتخلي عن ثقافة “الكاش”، تم تناول تحديات الاقتصاد المغربي في التحول نحو “الأداء الإلكتروني”، مع التركيز على ارتفاع مستويات “الأمية الإلكترونية” وانتشار الاقتصاد غير المهيكل الذي يعتمد بشكل كبير على التعاملات النقدية.
في أحدث لقاء صحفي، نفى الجواهري تحميل القطاع غير المهيكل كل المسؤولية في استمرار التعامل بالنقد، مشيراً إلى أن البنك يجري دراسة شاملة تتضمن آراء جميع الأطراف المعنية.
خبراء إقتصاديون اعتبروا أن ارتباط المغاربة بـ”الكاش” يعود لأسباب ثقافية، حيث يفضل الكثيرون الدفع نقداً بسبب عدم الثقة في المعاملات الرقمية وانتشار الإشاعات حول عمليات نصب إلكترونية.
وعبّرو عن قلقهم من أن الحديث عن التحول الرقمي يأتي في وقت تفتقر فيه البلاد إلى طفرة حقيقية في هذا المجال.
كما لم يستبعدوا وجود قوى ضاغطة تعرقل هذا الانتقال، و أن إلغاء “الكاش” قد يضر بشركات تستفيد من تحويل الأموال.
و إن تعزيز استخدام الدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية قد يقضي على بعض هذه الشركات، مما يزيد من مقاومتها لهذا التحول.
كما أن زيادة النشاط في القطاع غير المهيكل يعزز الاعتماد على “الكاش”، محذراً من أن الاقتصاد الهش سيجعل الحديث عن الانتقال إلى الدفع الرقمي مجرد شعارات. ودعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات جريئة لتقليص التعامل بالنقد.
أهمية الانتقال إلى الأداء الرقمي، سيسهل العديد من العمليات اليومية، حتى مع وجود الاقتصاد غير المهيكل. وأبرز أن الدول التي نجحت في التحول الرقمي هي تلك التي حاربت الأمية ووضعت سياسات لدعم الاستخدام الإلكتروني.
إن تقليل الاعتماد على “الكاش” سيساهم في دمج الأنشطة غير المهيكلة في الاقتصاد الرسمي، كما سيعزز الشفافية ويقلل من مخاطر تبييض الأموال والتهرب الضريبي.