التمويل الإسلامي يمكن أن يعزز التحول نحو الطاقة المتجددة بـ400 مليار دولار بحلول 2030
أظهرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن التمويل الإسلامي يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تسريع الانتقال العالمي نحو الطاقة المتجددة.
وفقًا للدراسة، إذا خصص القطاع الإسلامي 5% فقط من أصوله التي تقدر بحوالي 4.5 تريليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة، فإنه يمكن أن يوفر تمويلًا قدره 400 مليار دولار بحلول عام 2030 لدعم المناخ.
التقرير، الذي يحمل عنوان “التمويل الإسلامي والطاقة المتجددة”، يسلط الضوء على التوافق بين المبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي مثل المسؤولية الاجتماعية، والاستثمار الأخلاقي، والإدارة البيئية، مع الحاجة الملحة للاستثمار في مصادر الطاقة المستدامة.
وأكد التقرير على دور التمويل الإسلامي في سد الفجوة التمويلية السنوية التي تبلغ 5.7 تريليون دولار في قطاع الطاقة المتجددة، مما يساهم في معالجة قضايا المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.
وقال نهاد عواد، المنسق العالمي لمنظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورئيس حملة “أمة من أجل الأرض”: “التمويل الإسلامي لا يمثل مجرد أداة اقتصادية، بل هو محرك قوي للاستثمار في الطاقة المتجددة”.
وأضاف عواد: “من خلال تعبئة الأصول مثل الصكوك وصناديق الزكاة، يمكننا زيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، مما يسهم في تحويل عادل نحو الطاقة المستدامة”.
ويشهد قطاع التمويل الإسلامي توسعًا كبيرًا، حيث من المتوقع أن تصل أصوله إلى 6.7 تريليون دولار بحلول عام 2027. وارتفعت سوق الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة إلى 9.9 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتصدر دول مثل الإمارات والسعودية والمغرب ومصر الجهود في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، أصدرت الإمارات صكوكًا بيئية بقيمة 3.9 مليار دولار في 2023، بينما شهدت السعودية زيادة في قدرة الطاقة المتجددة بنسبة تزيد عن 300% في السنوات الأخيرة.
أضاف التقرير أن المشاريع الممولة بالصكوك الخضراء تحقق فوائد اقتصادية واجتماعية ملحوظة، بما في ذلك خلق فرص عمل في قطاع الطاقة المتجددة وتحسين أمن الطاقة ودعم الابتكار التكنولوجي. كما تساهم هذه المبادرات في تقليل الانبعاثات وتعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة على مواجهة آثار تغير المناخ.
من خلال هذه الجهود، يرى مؤلفو التقرير أن التمويل الإسلامي يمثل فرصة استثنائية لتسريع التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة، ويعد بتحقيق تأثير بيئي كبير بحلول عام 2030.