التصعيد الحوثي في البحر الأحمر لا يؤثر على الواردات والصادرات المغربية
تتصاعد حدة التوتر في منطقة البحر الأحمر، حيث تستمر ميليشيات الحوثي اليمنية في شن هجمات على السفن التجارية الأجنبية، مما دفع العديد من هذه السفن إلى تغيير وجهتها
و أعلنت جماعة الحوثي أمس الثلاثاء استمرارها في عملياتها الهجومية، بعد الإعلان عن تشكيل تحالف دولي ضدها برعاية أمريكية تحت اسم “حامي الازدهار”
وسجل الجيش الأمريكي، أول أمس الاثنين، هجومات جديدة للحوثيين على سفينتين تجاريتين، تقول الجماعة إن لهما “ارتباطات بإسرائيل”
ويعود السبب وراء التصعيد الحوثي في منطقة البحر الأحمر إلى الحرب الحاصلة في غزة، إذ أعلنت الجماعة هجومها على أية سفينة أجنبية لها علاقة بإسرائيل؛ في حين تشير تقارير متطابقة إلى أن “الهجومات تتم على جميع السفن، مهما كانت ارتباطاتها”
ويثير هذا التصعيد مخاوف بشأن تأثيره على الواردات والصادرات المغربية التي تمر عبر البحر الأحمر مرورا بقناة السويس
في هذا الصدد، قال الحسن السنتيسي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، إن “الصادرات المغربية نادرا ما تمر عبر قناة السويس مرورا بالبحر الأحمر، في حين تركز بشكل أكبر على إفريقيا وأوروبا”
وأضاف السنتيسي أن “التصعيد الحاصل في البحر الأحمر، والذي تشنه ميليشيات الحوثي، لا تأثير له على الشحنات المغربية”، مشددا على أن “المصدرين المغاربة لهم أسواق أوروبية وإفريقية يركزون عليها في الوقت الحالي”
من جانبه، قال ياسين عليا، خبير اقتصادي، إن “هذا التصعيد الحاصل يهم السفن التجارية التي تشق طريقها نحو الموانئ البحرية الإسرائيلية، والصادرات أو الواردات المغربية بعيدة تماما عن هذا الأمر
وأضاف عليا أن “الملاحة التجارية العالمية تعرف في الوقت الحالي تأثرا طفيفا في أحد شرايينها المهمة، كما أن التحالف الدولي الذي تم تشكيله هدفه حماية مصالح تل أبيب ضد هجمات الحوثي
واعتبر المتحدث ذاته أن “المغرب في هذا الوضع ليس له أية علاقة تذكر بالوضع الجاري، لأسباب عديدة؛ أهمها تعامل المغرب القليل في المرور من هاته المنطقة سواء من خلال وارداته أو صادراته، وتركز الأخيرة نحو أوروبا وإفريقيا
وأشار الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن “هذا المنفذ ليس من مصلحة لا الحوثيين ولا إيران أو أية جهة أخرى لخلق حالة من التوتر فيه، باعتباره ممرا حيويا للغاية، خاصة بالنسبة للقوى الإقليمية في الشرق الأوسط والعالمية على المستوى الدولي
و خلص المتحدث سالف الذكر إلى أن “عودة الوضع إلى سابقه يحتاج بالفعل إنهاء الحرب في غزة، حتى لا يكون هنالك أي تأثير اقتصادي على دول الشرق الأوسط، تكون تداعياته كبيرة
ومع ذلك، فإن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري بشكل عام، وبالتالي قد يؤثر ذلك على تكاليف الإنتاج والتصدير في المغرب