البيتكوين تتعثر لأدنى مستوياتها في 6 أشهر وسط تبدد رهانات خفض الفائدة الأميركية

شهدت العملة الرقمية الأكبر في العالم تقلبات حادة مطلع الأسبوع، إذ تمكنت البيتكوين من تعويض جزء من خسائرها بعد هبوطها إلى أدنى مستوى منذ أكثر من ستة أشهر، إلا أنها ظلت تحت ضغط واضح بفعل تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل، إضافة إلى حالة الترقب التي تسود الأسواق قبيل صدور بيانات اقتصادية تأخر نشرها بسبب الإغلاق الحكومي الأخير في الولايات المتحدة.
وسجلت البيتكوين انخفاضاً طفيفاً بنحو 0.7% إلى 95,101.3 دولار عند الساعة 06:13 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي، بعدما كانت قد هوت خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 93,043.5 دولار، وهو أدنى مستوى تسجله منذ أواخر أبريل الماضي.
وخسرت العملة نحو 7% خلال الأسبوع الماضي، لتسجل ثالث أسبوع متتالٍ من التراجع.
تراجع العملة الرقمية يأتي في ظل تقليص حاد لرهانات المستثمرين على خفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 10 و11 ديسمبر.
وتُظهر تحركات العقود الآجلة حالياً أن احتمال الخفض لا يتجاوز 40%، بعدما كان يقترب من 90% في بداية الشهر، ما يعكس تغيّر المزاج العام للأسواق.
ومع بروز مؤشرات على استمرار التضخم وصمود سوق العمل، عبّر عدد من مسؤولي الفيدرالي عن تحفظهم بشأن المضي في أي تيسير إضافي للسياسة النقدية.
وقد أكدت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، الأسبوع الماضي أنها «ستكون حذرة للغاية» تجاه أي خطوة تخفيفية لا تدعمها بيانات اقتصادية واضحة.
هذا التحول في توقعات الفائدة انعكس مباشرة على شهية المخاطرة في سوق العملات المشفرة، حيث فقدت الأصول الرقمية جزءاً كبيراً من الزخم الذي اكتسبته خلال الأشهر الماضية.
كما شهدت صناديق المؤشرات الفورية المرتبطة بالبيتكوين موجة من عمليات السحب، مع اتجاه المستثمرين إلى تقليص مراكزهم التي تستند إلى توقعات بيئة نقدية أكثر مرونة.
وزادت حالة عدم اليقين بسبب تأخر البيانات الاقتصادية الأميركية نتيجة الإغلاق الحكومي الذي عطّل إصدار تقارير رئيسية من مكتب إحصاءات العمل، وفي مقدمتها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والمتوقع نشره يوم الخميس.
هذا التأخير ترك المستثمرين من دون مؤشرات أساسية تساعدهم على تقييم المسار الاقتصادي، الأمر الذي عزز ضغوط البيع على الأصول عالية المخاطر وفي مقدمتها العملات المشفرة.
بهذا المشهد، تظل البيتكوين رهينة توقعات الفائدة الأميركية وغياب البيانات الاقتصادية، في وقت يراقب فيه المستثمرون أي إشارات جديدة قد تحدد اتجاهها في الأسابيع المقبلة.




