البرلمانيون يطالبون بعقلنة المياه المستعملة في الفلاحة وترشيد الصادرات الفلاحية
طالب عدد من المستشارين البرلمانيين، اليوم الثلاثاء، بضرورة عقلنة المياه المستعملة في الفلاحة وترشيد الصادرات الفلاحية لمواجهة وضعية الجفاف بالبلاد.
و في هذا الصدد طالب الفريق الاستقلالي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، بترشيد الصادرات الفلاحية خصوصا المعروفة باستهلاكها الكبير للماء مثل الأفوكادو والفواكه الحمراء.
في الاتجاه ذاته ذهبت فرق العدالة الاجتماعية والاتحاد العام لمقاولات المغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل والفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، خلال تعقيباتها على جواب لنزار بركة، وشددت على ضرورة عقلنة السقي لتفادي الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية والمياه السطحية.
وطالب البرلمانيون بضرورة سن سياسة مائية متحكم فيها، ومعالجة مياه الصرف الصحي لاستعمالها في السقي وفي الصناعة، واقتصار استعمال مياه البحر المحلاة في المجال الفلاحي على المنتجات ذات القيمة المرتفعة.
من جهته، أكد وزير التجهيز والماء على أهمية الأمن المائي والغذائي، قائلا إن 40 في المائة من سكان المملكة يستقرون بالعالم القروي و80 في المائة من مداخيلهم مصدرها الفلاحة.
وأقر المسؤول الحكومي بوقوع تجاوزات في بعض الأحيان في ما يتعلق باستعمال الماء، بحيث أن “المساحات المسقية كانت أكثر بكثير من القدرات المائية المستقبلية، وهذا من بين الأسباب التي أوصلتنا لهذا الوضع اليوم”.
ونبه بركة إلى مشكل تبذير الماء، معتبرا أن الكل مساهم فيه، داعيا إلى ضرورة تغيير العقليات، وأخذ مشكل الجفاف بيعن الاعتبار عند استعمال الماء.
وأشار إلى أن الحكومة شرعت في توقيع عقود الفرشة المائية لترشيد استعمال الماء، “ففي منطقة بوذنيب مثلا وقعنا على الاتفاقية.. لو أننا تركنا الأمور بناء على التراخيص التي منحت، كانت 30 ألف هكتار ستخصص للتمور وهو ما كان سيستنزف الفرشة المائية، لذلك قلصناها لـ15 ألف هكتار”.
و إن مطالب البرلمانيين في هذا الصدد منطقية وضرورية لمواجهة وضعية الجفاف التي تعاني منها البلاد. فعقلنة المياه المستعملة في الفلاحة وترشيد الصادرات الفلاحية من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من هذه الوضعية.
وفيما يتعلق بترشيد الصادرات الفلاحية، أعتقد أنه من الضروري تحديد المنتجات التي يجب ترشيد صادراتها، مع مراعاة أهمية هذه الصادرات في الاقتصاد الوطني. فهناك بعض المنتجات الفلاحية التي تستنزف كميات كبيرة من المياه، مثل الأفوكادو والفواكه الحمراء، والتي يمكن ترشيد صادراتها دون التأثير بشكل كبير على الاقتصاد الوطني.
أما فيما يتعلق بضرورة عقلنة السقي، فأعتقد أن هذا الأمر ضروري لتفادي استنزاف الفرشة المائية والمياه السطحية. ويجب وضع استراتيجية واضحة لعقلنة السقي، مع العمل على توعية الفلاحين بأهمية هذه العملية.
وفيما يتعلق بضرورة سن سياسة مائية متحكم فيها، فأعتقد أن هذا أمر ضروري لضمان تدبير الموارد المائية بشكل فعال. ويجب أن تستند هذه السياسة إلى دراسة دقيقة للوضعية المائية في البلاد، مع وضع خطط طويلة وقصيرة المدى لتلبية احتياجات البلاد من المياه.
وفيما يتعلق بمعالجة مياه الصرف الصحي لاستعمالها في السقي وفي الصناعة، فأعتقد أن هذا أمر ممكن وضروري لتوفير مصادر إضافية للمياه. ويجب العمل على تطوير تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي لضمان سلامتها وصلاحيتها للاستعمال.
أما فيما يتعلق باقتصار استعمال مياه البحر المحلاة في المجال الفلاحي على المنتجات ذات القيمة المرتفعة، فأعتقد أن هذا أمر منطقي، حيث أن مياه البحر المحلاة تكلف أكثر من المياه التقليدية. ويجب التركيز على استعمال مياه البحر المحلاة في زراعة المنتجات التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، مثل الفواكه والخضروات.