البرد يُعيق عمل الفلاحين ويُفاقم أزمة الإنتاج الزراعي في المغرب
تواجه الفلاحة المغربية في الفترة الحالية تحديات كبيرة نتيجة لتأثيرات عدة عوامل مناخية، أبرزها قلة التساقطات المطرية وانخفاض درجات الحرارة، خاصة خلال فصل الشتاء.
هذه الظروف البيئية الصعبة تُثقل كاهل الفلاحين، مما يؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية، وبالتالي ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه في الأسواق المحلية، الأمر الذي يفاقم من الضغوط الاقتصادية على الأسر المغربية، لاسيما ذوي الدخل المحدود.
و أكد رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك، في تصريح أن الأجواء الباردة التي تعرفها البلاد خلال هذه الفترة، والمعروفة محلياً بـ”الجريحة”، تسهم في تدهور إنتاج الخضروات والفواكه.
وأضاف أن البرودة الشديدة تجعل من الصعب على العمال الفلاحيين مواصلة العمل في الحقول، مما يساهم في انخفاض الإنتاجية.
وأوضح الخراطي أن تساقط الثلوج والأجواء الباردة تتسبب في توقف نمو النباتات بشكل عام، وبالتالي تنخفض المردودية الزراعية، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات الزراعية وندرتها في الأسواق.
ورغم أن هذه الزيادة في الأسعار تُعتبر طبيعية نظراً للظروف المناخية، إلا أن الخراطي عبر عن تخوفه من تفشي ظاهرة الاحتكار من قبل بعض السماسرة والمضاربين، الذين قد يستغلون الوضع لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.
من جانبه، أشار محمد بنعبو، الخبير في المناخ، إلى أن ندرة المياه وتغيرات الطقس تلعب دوراً مهماً في رفع أسعار الخضروات والفواكه.
وأوضح أن الظروف المناخية القاسية تؤدي إلى تلف الغطاء النباتي، ما يعطل نمو المزروعات ويخفض المردودية، وبالتالي يؤثر على أسعار المنتجات الزراعية.
وأكد بنعبو أن بعض الفلاحين يحاولون التكيف مع هذه الظروف الصعبة عبر اللجوء إلى الزراعة المغطاة، كحل بديل للحد من تأثير الثلوج والصقيع على المزروعات.
لكن هذا النوع من الزراعة يتطلب استثمارات عالية في البنية التحتية، مثل البيوت المغطاة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المواد المستعملة واليد العاملة المتخصصة، مما يساهم في زيادة أسعار الخضروات والفواكه في السوق المحلية.
إن هذه العوامل المناخية، بالتزامن مع الضغوط الخارجية من خلال تصدير المنتجات الزراعية إلى الدول الإفريقية، تشكل تحديات إضافية أمام الفلاحة المغربية، مما يستدعي استراتيجيات مبتكرة للتكيف مع هذه الظروف وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.