الاستثمار الرياضي: تحول في رؤية الرياضيين لبناء إرث مستدام
في عالم الاقتصاد، يُعد العثور على استثمارات مضمونة أمرًا نادرًا، لكن أديوالي أوجونلي، المدير الحالي لقسم الرياضة والترفيه في شركة يو بي إس، قد طرح وجهة نظر جديدة خلال حدث “Huddle in the Hamptons”.
أوجونلي يرى أن الرياضة والترفيه يمكن اعتبارها صناعة شبه مضمونة، مؤكدًا أن الرياضة ستظل دائمًا جزءًا أساسيًا من حياة الناس مهما تغيرت التقنيات أو الأزمنة.
شارك أوجونلي في الحدث مع مجموعة من الشخصيات الرياضية البارزة مثل ماركيز كولستون، بطل سوبر بول، وميدج بيرس، نجمة فريق غوثام إف سي لكرة القدم النسائية.
ورغم تنوع خلفياتهم، تضافرت آراؤهم حول أهمية تغيير نظرتهم إلى الاستثمارات الرياضية، حيث أصبح الرياضيون اليوم أكثر وعيًا بأهمية إدارة أموالهم بطريقة ذكية ومستدامة.
ومن خلال عمله مع يو بي إس، يساعد أوجونلي الرياضيين على اتخاذ قرارات مالية استراتيجية بعيدة المدى، ويشجعهم على التنوع في استثماراتهم بعيدًا عن الصفقات التقليدية، مثل استثمارات العقارات وحسابات التقاعد.
ما يميز الاستثمار الرياضي اليوم هو التحول الجذري في كيفية رؤية الرياضيين لأنفسهم كعلامات تجارية مستقلة. لقد بدأ الرياضيون يدركون أن تأثيرهم يتجاوز حدود الملاعب، وأنهم قادرون على بناء إرث طويل الأمد من خلال الاستثمار في مشاريع تعكس قيمهم الشخصية وتعزز صورتهم العامة.
كما أشار أوجونلي إلى أن العديد من الرياضيين بدأوا يتعاملون مع أنفسهم كأنهم شركات ناشئة، ويبحثون عن صفقات تسمح لهم بدور قيادي وملكية جزئية.
و ظهرت الرياضيات كقوة مؤثرة في الاستثمار الرياضي، حيث تساهم ميدج بيرس، لاعبة كرة القدم النسائية، في تغيير طريقة عرض الرياضة النسائية.
و من خلال سلسلة وثائقية مثل *The Offseason*، تسعى بيرس إلى تسليط الضوء على قصص اللاعبات وإعادة تشكيل الصورة النمطية المرتبطة بالرياضة النسائية. تؤكد بيرس أن جمهور الرياضة النسائية ليس مجرد انعكاس للرياضة الرجالية، بل هو جمهور فريد له خصائصه المتنوعة.
لم تعد استثمارات الرياضيين تقتصر على الترويج للرياضة فقط، بل امتدت لتشمل مجالات واسعة تؤثر في أساسيات الاقتصاد الرياضي، مثل الطب الرياضي والتكنولوجيا التي تدعم الأداء الرياضي.
في هذا السياق، يهدف كولستون، من خلال صندوق رأس المال الاستثماري الذي أطلقه، إلى استكشاف فرص استثمارية تتجاوز الأندية والدوريات الكبرى، محاولًا فتح أبواب لقطاعات جديدة يمكن أن تشكل بنية تحتية شاملة للنظام الرياضي.
و من المتوقع أن تلعب التقنيات الحديثة مثل البلوك تشين دورًا متزايد الأهمية في مستقبل استثمارات الرياضيين. توفر هذه التكنولوجيا فرصًا غير مسبوقة للرياضيين للتحكم في حقوقهم المالية وبناء هويتهم الرقمية.
و على سبيل المثال، أنشأ ويمبوش منصة *MOGL* التي تربط بين الرياضيين الجامعيين والعلامات التجارية، مما يتيح لهم الاستفادة من أسمائهم وصورهم بطريقة مبتكرة ومسؤولة.
على الرغم من التطور التكنولوجي في عالم الرياضة، تطورت استثمارات الرياضيين لتشمل مجالات الإعلام والمحتوى بشكل أكبر.
و يبحث الرياضيون الآن عن حقوق ملكية في إنتاج المحتوى والجلوس في مجالس الإدارة، وهو تحول يعكس رغبتهم في أن يصبحوا رواد أعمال حقيقيين. كما أشار أوجونلي، لم يعد الرياضيون مهتمين فقط بالاستثمارات المحلية أو المشاريع الصغيرة، بل بدأوا يرون في هذه الفرص وسيلة لبناء إرث مالي مستدام.
في الختام، يُظهر التحول في استراتيجية الاستثمار الرياضي أن اللاعبين اليوم يسعون لبناء إرث مالي طويل الأمد. من خلال تعزيز وعيهم المالي وتوسيع نطاق استثماراتهم لتشمل مجالات جديدة، يمكن للرياضيين أن يحققوا استقرارًا اقتصاديًا يدوم بعد نهاية مسيرتهم الرياضية.
ورغم أن القطاع الرياضي قد لا يكون “محصنًا ضد المخاطر”، فإن التفكير الاستراتيجي والبحث عن الفرص الابتكارية يمكن أن يسهم في بناء إرث مستدام يعزز من حضور الرياضيين في الاقتصاد العالمي.