شهد عام 2019 تحولًا كبيرًا في المشهد الرياضي الأمريكي، حيث بدأت الدوريات الرياضية الكبرى مثل دوري البيسبول، دوري كرة السلة، ودوري الهوكي، بفتح أبوابها أمام الاستثمارات المؤسسية.
ومع انضمام دوري كرة القدم الأمريكية إلى هذه الموجة في أغسطس، أتيحت الفرصة للمستثمرين لضخ أموالهم في قطاع يحظى بشعبية واستقرار طويل الأمد، مع توقعات بنمو متسارع قريبًا.
يعتبر الاستثمار في الرياضة أحد أسرع القطاعات نموًا في مجال الأسهم الخاصة، إذ يُقدر حجم السوق الرياضي العالمي بأكثر من 500 مليار دولار.
في السابق، كانت ملكية الفرق الرياضية محصورة على فئة نخبوية، لكن تخفيف القيود مؤخراً فتح المجال أمام شركات الأسهم الخاصة للاستثمار في هذا القطاع الواعد.
ويشمل هذا الاستثمار شراء حصص أقلية في الفرق الرياضية الكبرى حول العالم، سواء في أمريكا الشمالية أو أوروبا، بل وحتى في رياضات مثل الفورمولا 1 والدوري الهندي الممتاز.
تسعى صناديق الأسهم الخاصة عادة لشراء حصص أقلية في الأندية الرياضية، مستفيدة من الزيادة المتوقعة في قيمتها والعوائد المالية المتنامية.
وتأتي مصادر الإيرادات الرئيسية من حقوق البث التلفزيوني والإعلانات، إلى جانب مبيعات التذاكر والرعاية التجارية.
في 2022، بلغت قيمة صفقات حقوق الوسائط الرياضية أكثر من 50 مليار دولار، ما يعكس الشعبية الكبيرة للمحتوى الرياضي المباشر.
وفي 2023، كانت 48 من أصل 50 عرضًا الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة أحداثًا رياضية.
تاريخيًا، حققت ملكية الفرق الرياضية عوائد إيجابية طويلة الأمد، وكانت أقل تقلبًا مقارنة بالاستثمارات التقليدية، خاصة مع تدفقات الإيرادات المتكررة من حقوق الإعلام والرعاية.
كما توفر الاستثمارات الرياضية تنوعًا في المحافظ المالية بفضل انخفاض ارتباطها بالاستراتيجيات الاستثمارية الأخرى.
إلى جانب العوائد المالية، يمنح الاستثمار في الرياضة فرصة للانخراط في قطاع مليء بالشغف والعاطفة، إلى جانب التأثير في تنمية المجتمعات المحلية التي ترتبط بالفرق الرياضية.
رغم جاذبية هذا القطاع، إلا أن الاستثمار في الأندية الرياضية يحمل معه مخاطر متعددة. تتنوع مصادر الإيرادات، وتختلف من نادٍ إلى آخر، ما يجعل فهم محركات القيمة على مستوى كل نادٍ أمرًا بالغ الأهمية.
كما أن الكفاءة الإدارية وقدرة كل نادٍ على جذب الجماهير تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أدائه المالي.
من بين المخاطر الأخرى التي قد تواجه المستثمرين، نجد نقص السيولة وارتفاع حواجز الدخول، بالإضافة إلى انخفاض الشفافية وتقلبات السوق ومخاطر أسعار الفائدة.
و يمثل الاستثمار في الأندية الرياضية فرصة واعدة تجمع بين العوائد المالية والشغف، ورغم التحديات، فإن الاستقرار الناتج عن صفقات حقوق البث وتنوع مصادر الإيرادات يجعلان من الرياضة وجهة استثمارية جذابة تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من الجانب المالي، لتشمل التأثير الثقافي والاجتماعي الذي تلعبه الفرق الرياضية في المجتمعات.
