اقتصاد المغربالاقتصادية

الإمارات تُضخ 3 مليارات دولار في موانئ إفريقيا بعد اتفاق مع المغرب

تواصل الإمارات العربية المتحدة تعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الإفريقية من خلال استثمارات ضخمة في مجال الموانئ.

فبعد الاتفاقية التي ربطتها بالمغرب في ديسمبر الماضي بخصوص ميناءين استراتيجيين، الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي، تُعلن إمارة دبي عن خطط لضخ 3 مليارات دولار في دول إفريقية أخرى خلال الفترة من 2024 إلى 2029.

و كشفت وكالة “بلومبيرغ” النقاب عن خطط شركة موانئ دبي العالمية لإنفاق 3 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة على تطوير البنية التحتية الجديدة للموانئ في إفريقيا.

و تأتي هذه الخطوة الاستثمارية الضخمة بعد 6 أشهر فقط من توقيع الاتفاق المغربي الإماراتي، وتُعكس تطلّعات الشركة لخدمة النمو المتزايد في القارة السمراء، لا سيما في مجال صادرات المعادن الحيوية.

و يُشير محمد أكوجي، الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى أن “تكلفة الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد في جميع أنحاء إفريقيا مرتفعة للغاية مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، وهو ما يمثل فرصة جيدة لتعزيز كفاءة العمليات وخفض التكاليف.”

و تُركز شركة موانئ دبي العالمية على التوسع في ميناء دار السلام بتنزانيا، بينما تُقيّم حالياً فرص الاستثمار في موانئ جنوب أفريقيا وكينيا.

وتُعدّ هذه الدول موطنًا لبعض أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، مما يجذب استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية للموانئ.

و يُؤكد أكوجي على أن ازدهار سوق المعادن الحيوية، مثل النحاس من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يُساهم في زيادة الحاجة إلى قدرة لوجستية أكبر.

ويُضيف “لقد شهدنا زيادة في الطلب على مدى السنوات القليلة الماضية، مدفوعة بشكل كبير بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والطلب المتزايد على سلع مثل الكوبالت والليثيوم.”

و تُشغل وحدة إفريقيا التابعة لموانئ دبي العالمية 27 ألف عامل، وتُقدم خدمات واسعة تشمل تشغيل الموانئ والمحطات اللوجستية وسلسلة التوريد.

على الرغم من ذلك، واجهت الشركة بعض التحديات في مساعيها للتوسع، حيث فشلت في محاولتها للدخول في شراكة مع شركة “ترانسينت إس أو سي” في جنوب أفريقيا لتطوير أكبر ميناء للحاويات في القارة.

في ديسمبر 2023، شهدت العلاقات الاقتصادية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة نقلة نوعية خلال زيارة الملك محمد السادس إلى أبو ظبي.

وتضمنت مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين تعاونًا استثماريًا هامًا في قطاع الموانئ، بهدف تطوير ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي.

تُؤكد الاستثمارات الضخمة التي تُخطط لها الإمارات العربية المتحدة في موانئ إفريقيا التزامها بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية.

وتُمثل هذه الاستثمارات خطوة مهمة لخدمة النمو المتزايد في القارة السمراء، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى