الأسواق المالية تشهد تحركات حادة بعد قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة
سجلت الأسواق المالية تحركات ملحوظة اليوم الأربعاء بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وقد تركت قرارات السياسة النقدية هذه تأثيرًا كبيرًا على العديد من الأصول المالية، في وقت يشهد فيه السوق تطورات غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، أصدرت التوقعات الاقتصادية للفيدرالي الأمريكي إشارة إلى أن الفائدة الأمريكية ستظل مستقرة عند مستوى 4.4% في 2024، وأنها ستنخفض إلى حوالي 3.9% في 2025، و3.4% في 2026، ثم 3.1% في 2027، لتستقر عند 3.0% في المدى الطويل.
هذه التوقعات تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يواصل خفض الفائدة بشكل كبير خلال العام المقبل، حيث يتوقع أن يتم خفضها مرتين فقط في 2025. هذه التطورات أثرت بشكل واضح على جميع الأصول المالية.
و شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا بعد القرارات الجديدة من الفيدرالي. حيث صعد مؤشر الدولار إلى 108.20 نقطة، مسجلًا زيادة بنسبة 1.18%.
و يعكس هذا الارتفاع التوقعات الاقتصادية التي تشير إلى استقرار الفائدة عند 4.4% في 2024، مما يعزز جاذبية الدولار بالنسبة للمستثمرين في الأسواق العالمية.
و على الرغم من كونه ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، إلا أن أسعار الذهب تأثرت سلبًا بارتفاع الدولار. فقد تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد بنحو 53 دولارًا للأوقية، ليصل سعره إلى 2,593 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى له في الآونة الأخيرة.
هذا التراجع يعكس ضعف الطلب الاستثماري على الذهب في ظل التوجهات نحو سياسة نقدية مشددة من الاحتياطي الفيدرالي.
و تراجعت عملة البيتكوين بشكل ملحوظ اليوم، حيث انخفضت بنسبة 4.79% لتسجل 101,329 دولارًا.
جاء هذا التراجع بعد تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي، التي أكد خلالها أن البنك المركزي لا يمتلك البيتكوين ولن يسعى لامتلاكها في المستقبل. هذه التصريحات أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين في سوق العملات المشفرة، مما دفع البيتكوين للهبوط.
من جهة أخرى، تراجعت أسعار النفط قليلاً بعد صدور بيانات المخزونات الأمريكية، التي أظهرت تراجعًا في المخزونات.
فقد انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.45% ليصل إلى 69.45 دولارًا للبرميل. هذه البيانات أضعفت التفاؤل بشأن الطلب العالمي على النفط، مما ساهم في انخفاض الأسعار.
لم تقتصر الخسائر على السلع والعملات فقط، بل شملت أيضًا أسواق الأسهم الأمريكية. حيث هبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية بشكل ملحوظ، مع انخفاض مؤشر داو جونز بنسبة 1.72% ليصل إلى 42,701 نقطة.
كما تراجع مؤشر إس وبي 500 بنسبة 2.19% ليصل إلى 5,918 نقطة، في حين انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1.45% ليصل إلى 19,235 نقطة. هذه الخسائر تعكس القلق المتزايد بين المستثمرين بشأن التأثيرات المستقبلية لقرارات الفيدرالي، مما أدى إلى تحركات بيع واسعة في الأسواق.