الاقتصادية

استراتيجيات القيادة الناجحة من خلال تأثير بجماليون

يعتمد النجاح أحيانًا على قدرة الأشخاص على الحفاظ على توقعات إيجابية تجاه بعضهم البعض. يُعرف هذا المفهوم باسم “النبوءة التي تحقق ذاتها” أو “تأثير بجماليون”، والذي سُمي نسبةً إلى مسرحية جورج برنارد شو، حيث يقوم البروفيسور هنري هيغينز بتحويل بائعة الزهور إليزا دوليتل إلى سيدة راقية بفضل إيمانه بقدراتها.

دُرس تأثير بجماليون لأول مرة من قبل عالم النفس روبرت روزنتال، الذي أظهر كيف يمكن للتوقعات الإيجابية أن تعزز الأداء الأكاديمي في المدارس.

في دراسته الشهيرة، أخبر روزنتال المعلمين بأن طلابًا محددين سيظهرون تحسنًا كبيرًا في أدائهم خلال العام الدراسي، رغم أن هؤلاء الطلاب كانوا قد اختيروا بشكل عشوائي.

ومع نهاية العام، حقق هؤلاء الطلاب نتائج أفضل من زملائهم، ليس فقط بسبب توقعات المعلمين الإيجابية، بل أيضًا بسبب اهتمامهم ورعايتهم لهؤلاء الطلاب.

الأبحاث اللاحقة أثبتت أن تأثير بجماليون ليس مقتصرًا على الأطفال فقط، بل يمتد أيضًا إلى البالغين. في بيئات العمل، إذا كان لدى المشرفين أو المديرين توقعات إيجابية حول أداء فرقهم، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين الأداء بشكل ملحوظ.

و على العكس، فإن التوقعات السلبية تؤدي إلى نتائج عكسية تُعرف بتأثير غولم، حيث تعكس هذه النتائج عدم الثقة في قدرات الفريق.

تشير الدراسات إلى أن البرامج التدريبية في القيادة تؤثر بشكل إيجابي، لكن التأثير الأكبر يظهر عند استخدام أسلوب القيادة بجماليون، حيث يقوم القادة بتمكين فرقهم ويؤمنون بقدراتهم. يجب على القادة أن يثقوا في فرقهم وأن يتمتعوا بتوقعات إيجابية حول قدرتهم على تجاوز التحديات، حيث إن هذا النوع من الثقة غالبًا ما يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة.

في الختام، يعد تعزيز التوقعات الإيجابية جزءًا أساسيًا من القيادة الفعالة، ويجب على القادة أن يدركوا قوة تأثير بجماليون لتحقيق النجاح الجماعي.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى