استثمار غير تقليدي: وارن بافت يتفاخر بمنزله في أوماها
رغم امتلاك المستثمر الشهير “وارن بافت” محفظة استثمارية متنوعة تضم شركات كبيرة مثل “كوكاكولا” و”آبل” و”أمريكان إكسبريس”، إلا أن ما يفتخر به حقًا هو استثمار مختلف تمامًا: شراء منزله في أوماها.
الملياردير الملقب بـ “حكيم أوماها” يعتبر أن أحد أفضل قراراته المالية كان شراء منزل متواضع من 5 غرف نوم في أوماها عام 1958 مقابل 31.5 ألف دولار فقط.
ورغم أن سوق العقارات في الولايات المتحدة شهد تحولات كبيرة منذ ذلك الحين، فقد ارتفعت قيمته بشكل كبير، مما يعكس التغيرات الهائلة في الأسعار.
اليوم، يبلغ متوسط سعر المنزل في أوماها حوالي 275 ألف دولار، وهو أكثر من ستة أضعاف ما دفعه بافت في الماضي.
ورغم أن هذا المبلغ يبدو أقل من المتوسط الوطني، إلا أن قيمة منزله قد ارتفعت بمقدار 4300% لتصل إلى أكثر من 1.4 مليون دولار، وفقًا لموقع “ريليتور دوت كوم”.
يقع منزل بافت الذي تبلغ مساحته 6570 قدمًا مربعًا (حوالي 610 متر مربع) بالقرب من مقر شركة “بيركشاير هاثاواي”. ويصف بافت منزله بأنه مثالي، قائلاً: “يشعرني بالدفء في الشتاء وبالبرودة في الصيف، ولا أستطيع أن أتخيل امتلاك منزل أفضل”.
وفي رسالة له إلى مساهمي “بيركشاير هاثاواي” عام 2010، قال بافت: “على الرغم من أنني كنت سأربح أكثر لو استأجرت منزلًا ووضعت تلك الأموال في الأسهم، إلا أن شراء منزلي كان ثالث أفضل استثمار قمت به”. واعتبر أن هذا القرار جلب له وعائلته العديد من الذكريات التي لا يمكن قياسها بالمال.
رغم أن بافت يبلغ من العمر 94 عامًا ويملك ثروة تقدر بـ 142 مليار دولار، فإنه يعيش حياة بسيطة جدًا. فهو يتبع فلسفة اقتصادية تقوم على العيش ضمن إمكانياته، وهو ما يتجلى في منزله الذي يعتبره المثال الأكثر وضوحًا على اختياراته الشخصية.
في مقابلة مع “سي إن بي سي” في 2017، أكد أنه لا يخطط لاستبدال منزله بأي شيء آخر. كان يمتلك سابقًا منزلًا آخر على الشاطئ في كاليفورنيا، اشتراه في السبعينات مقابل 150 ألف دولار، لكنه باعه عام 2018 مقابل 7.5 مليون دولار.
يعتبر بافت أن شراء المنزل قد يكون استثمارًا جيدًا بالنسبة للبعض، ولكن في بعض الأحيان قد يتحول إلى عبء إذا لم يتم التخطيط بعناية. في رسالته للمساهمين، أوضح أن القرار الأذكى في بعض الحالات هو استئجار منزل بدلاً من شرائه، وفقًا للظروف المالية.
وأكد على أن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه شخص ما هو شراء منزل يتجاوز قدراته المالية بناءً على تطلعاته الشخصية، وهو ما قد يتحول إلى كابوس مالي.
و من هنا، ينصح بافت أنه لا يجب أن يكون هدف الأمريكيين هو امتلاك منازل أحلامهم، بل يجب أن يكون هدفهم هو امتلاك منزل يمكنهم تحمل تكلفته.
تؤكد فلسفة “وارن بافت” أن الثروة الحقيقية والأمان المالي في مجال العقارات يأتيان من اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، لا من السعي وراء تطلعات غير واقعية.