ارتفاع هائل في ثروات مليارديرات التكنولوجيا رغم خسائر قطاع السلع الفاخرة
شهدت ثروات أبرز مليارديرات العالم قفزة تاريخية خلال عام 2024، حيث تجاوزت إجمالي ثروات 500 ملياردير حاجز 10 تريليونات دولار، بفضل النمو الهائل في أسهم التكنولوجيا الأمريكية، وفقًا لتقرير “بلومبرج”.
تصدر “إيلون ماسك”، مؤسس “تسلا” و”سبيس إكس”، قائمة أثرياء العالم مع ارتفاع ثروته إلى 442.1 مليار دولار، محققًا زيادة قياسية بلغت 213 مليار دولار منذ بداية العام. ويعود ذلك إلى دعمه للرئيس المنتخب “دونالد ترامب”، إلى جانب أداء قوي لأسهم شركاته.
من جهته، أضاف “مارك زوكربيرج”، مؤسس “ميتا”، نحو 81 مليار دولار إلى ثروته الشخصية، مدعومًا بارتفاع سهم الشركة بنسبة 70%.
أما “جينسن هوانج”، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، فقد شهد زيادة قدرها 76 مليار دولار في ثروته بعد تضاعف سعر سهم الشركة خلال العام، مما يعكس نجاحها في قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي.
لم تقتصر المكاسب على هؤلاء الثلاثة، إذ حقق “لاري إليسون” (مؤسس أوراكل)، “جيف بيزوس” (مؤسس أمازون)، “مايكل دل” (مؤسس ديل تكنولوجيز)، بالإضافة إلى “لاري بيج” و”سيرجي برين” (مؤسسي جوجل) مكاسب جماعية تجاوزت 600 مليار دولار.
هؤلاء الثمانية فقط استحوذوا على 43% من الزيادة الإجمالية في ثروات المليارديرات حول العالم، والتي بلغت 1.5 تريليون دولار هذا العام.
على النقيض، تعرض مليارديرات قطاع السلع الفاخرة لخسائر ضخمة. حيث تراجعت ثروات “برنارد أرنو” (رئيس LVMH)، “فرانسواز بيتنكورت مايرز” (وريثة لوريال)، و”فرانسوا بينو” (رئيس مجموعة كيرينج) بمجموع 71 مليار دولار.
و يعود ذلك إلى انخفاض الإنفاق على المنتجات الفاخرة وتباطؤ المبيعات، خاصة في السوق الصينية التي تعد إحدى الأسواق الرئيسية لهذا القطاع.
يعكس عام 2024 تحولات لافتة في تركيبة الثروات العالمية. ففي حين تصاعدت مكاسب قطاع التكنولوجيا بفضل الزخم المستمر للذكاء الاصطناعي وتحول الشركات نحو الرقمنة، تأثرت القطاعات التقليدية مثل السلع الفاخرة بتغيرات أنماط الاستهلاك العالمي وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
عام 2024 كان عامًا استثنائيًا بالنسبة لمليارديرات التكنولوجيا الذين رسخوا مكانتهم كأهم المستفيدين من التحولات الاقتصادية والابتكارات التقنية، في حين يواجه أصحاب الثروات التقليدية تحديات غير مسبوقة نتيجة التغيرات في الأسواق العالمية.