ارتفاع اليورو وسط ضغوط الاقتصاد الأوروبي وترقب سياسات الخزانة الأمريكية
شهد اليورو ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تداولات الأسبوع بالسوق الأوروبية، لينتعش من أدنى مستوياته في عامين مقابل الدولار الأمريكي.
جاء هذا الارتفاع مدعومًا بعمليات شراء عند مستويات منخفضة، وتحسن معنويات الأسواق إثر تعيين سكوت بيسنت وزيرًا جديدًا للخزانة الأمريكية.
و ارتفع سعر صرف اليورو بنسبة 0.85%، ليصل إلى 1.0502 دولار، مقارنةً بإغلاق يوم الجمعة عند 1.0414 دولار.
ومع ذلك، ما زالت العملة الموحدة تواجه ضغوطًا كبيرة بفعل مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأوروبي، خاصة مع ارتفاع التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي المتراجع.
خلال الأسبوع الماضي، فقد اليورو 1.2% من قيمته، مسجلًا ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، مع تقارير اقتصادية قاتمة عن أداء القطاعات الرئيسية في منطقة اليورو.
و أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يوم الجمعة عن ترشيح سكوت بيسنت، المؤسس لشركة “كي سكوير غروب”، لتولي منصب وزير الخزانة. يُعرف بيسنت بمواقفه الداعمة لفرض رقابة سياسية على الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب رؤيته الإصلاحية للاقتصاد الأمريكي.
وفي بيان صادر عن ترامب، قال: “إن بيسنت سيقودنا نحو عصر اقتصادي ذهبي، وسيعزز مكانة الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد عالمي ومركز للابتكار وريادة الأعمال. كما سيضمن استمرار هيمنة الدولار كعملة احتياطية عالمية بلا منازع.”
و أبدى المشاركون في الأسواق، وفقًا لتقارير “بلومبيرغ”، ارتياحهم لترشيح بيسنت، حيث يُتوقع أن يتبنى سياسة معتدلة بشأن التعريفات الجمركية، مع التركيز على تقليص العجز في الميزانية. وأشار المحللون إلى أن هذه الإشارات الإيجابية قد تساهم في تعزيز الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي الأمريكي.
الخبير الاقتصادي في بنك “يونيكريديت”، إريك نيلسن، قال: “إعلان ترشيح بيسنت جاء بعد معركة طويلة بين المرشحين، لكنه نجح في إحداث ارتياح ملموس بين المستثمرين والأسواق المالية.”
رغم الانتعاش الأخير، يظل اليورو تحت وطأة الضغوط الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي الأوروبي. في المقابل، تتجه الأنظار نحو السياسات التي سيعتمدها سكوت بيسنت، حيث إن تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي والدولار قد يلعب دورًا محوريًا في تحديد مسار العملات العالمية خلال الفترة المقبلة.
سيكون التفاعل بين التحديات الأوروبية والقرارات الأمريكية عاملًا رئيسيًا في تشكيل حركة الأسواق، مما يجعل مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية ضرورية للمستثمرين.