الاقتصادية

ارتفاع أسعار البلاديوم وسط استقرار الدولار ومخاوف من نقص الإمدادات

شهدت أسعار البلاديوم ارتفاعًا خلال تداولات يوم الثلاثاء، تزامنًا مع استقرار الدولار أمام معظم العملات الرئيسية.

يأتي هذا الارتفاع في سياق المخاوف المتزايدة بشأن تراجع الإمدادات من روسيا، حيث أفادت تقارير صحفية بأن الولايات المتحدة قد دعت دول مجموعة السبع لفرض عقوبات على صادرات البلاديوم الروسية.

ووفقًا لمصادر قريبة من الموضوع، اقترح مسؤولون من البيت الأبيض خلال اجتماع لنواب وزراء مالية مجموعة السبع فرض عقوبات تشمل البلاديوم والتيتانيوم الروسين.

و يُعتبر البلاديوم مكونًا أساسيًا في صناعات متعددة، بدءًا من أشباه الموصلات ووصولاً إلى الطائرات. لكن تنفيذ هذا الاقتراح الأمريكي قد يواجه تحديات، نظرًا لاعتماد أوروبا الكبير على الإمدادات الروسية.

أوضح المحلل جيوفاني ستاونوفو من يو بي إس أنه بالنظر إلى أن روسيا تمثل نحو 40% من إمدادات البلاديوم عالميًا، فإن مثل هذه العقوبات ستؤدي إلى تضييق السوق وزيادة الأسعار بشكل ملحوظ.

إلى جانب ذلك، تتأثر أسعار البلاديوم بعوامل عدة تشمل التغيرات في الطلب والأحداث الجيوسياسية والتوترات في الدول المنتجة. كما تلعب آراء المستثمرين والمضاربة دورًا في تحديد الأسعار.

يتوقع بعض المحللين أن يؤدي الارتفاع في استخدام المركبات الكهربائية إلى تقليل الطلب على البلاديوم. فقد عُزي انخفاض الأسعار في عام 2023 إلى تراجع الطلب على المحولات الحفازة التقليدية، وهي الاستخدام الشائع للبلاديوم.

و يعتبر البلاديوم من المعادن النادرة، حيث يتواجد في قشرة الأرض بنسبة 0.015 جزء في المليون. تم اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر بواسطة الكيميائي الإنجليزي ويليام هايد وولاستون.

و تشمل أبرز الدول المنتجة للبلاديوم كندا وروسيا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة. يتم إنتاج البلاديوم عادة كمنتج ثانوي عند تنقية خامات النحاس والنيكل، ويمتاز بسهولة العمل به.

يستخدم البلاديوم في مجموعة واسعة من التطبيقات، منها المعدات الكهربائية، وطب الأسنان، وكبديل للبلاتين في المجوهرات، لكن الاستخدام الأساسي له هو في المحولات الحفازة للسيارات.

تأثرت أسعار البلاديوم بشدة بالعرض المحدود والطلب المتزايد في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. يعود نقص العرض إلى تراجع الاستثمارات والبنية التحتية في أكبر المنتجين، مما جعل الإنتاج غير ثابت.

على مدار العقد الماضي، تراوحت أسعار البلاديوم الفورية بين 500 و1000 دولار للأوقية. شهد المعدن ارتفاعًا ملحوظًا في عامي 2020 و2021، حيث تجاوز سعره 2000 دولار للأوقية.

بلغت ذروته عند 3440 دولارًا في مارس 2022 بسبب تأثيرات غزو روسيا لأوكرانيا على الإمدادات.

منذ تلك الذروة، شهد سعر البلاديوم انخفاضًا مستمرًا، حيث تراجع في عام 2023 إلى أقل من 1500 دولار للأوقية لمعظم العام، مما يُعزى إلى تزايد استخدام المركبات الكهربائية، التي لا تتطلب استخدام المحولات الحفازة.

على صعيد آخر، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 104.4 نقطة، في حين ارتفعت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% لتصل إلى 1233 دولارًا للأوقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى