إيلون ماسك: جسر بين واشنطن وبكين في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية
يحظى إيلون ماسك بعلاقات قوية في كل من الولايات المتحدة والصين، حيث تربطه علاقات مميزة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكذلك مع كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
تستمر العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين في ظل الحرب التجارية التي بدأها ترامب والتي وسعها خلفه الرئيس جو بايدن، وصولًا إلى تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية.
وعلى الرغم من هذه الأجواء، حافظ ماسك على علاقات جيدة مع الطرفين.
إيلون ماسك كان أحد الداعمين الرئيسيين لترامب خلال حملته الانتخابية، حيث أنفق أكثر من 130 مليون دولار على دعم الرئيس الأمريكي السابق.
كما أشاد ترامب بشركة “تسلا” خلال خطاب النصر بعد فوزه في الانتخابات. على الرغم من تعهد ترامب بتقليص دعم السيارات الكهربائية، استمر في وصف “تسلا” بأنها “مذهلة”، مما يعكس الدعم المتبادل بين الرجلين.
من ناحية أخرى، يحافظ ماسك على علاقات جيدة مع الصين، حيث زارها عدة مرات، وآخرها في أبريل عندما التقى برئيس الوزراء لي تشيانغ في زيارة مفاجئة.
وتعتبر الصين أحد الأسواق الرئيسية لشركة “تسلا”، حيث تُصنع حوالي نصف سيارات الشركة في مصنع شنغهاي، الذي يعد أكبر منشآت الشركة من حيث الإنتاج. الصين أيضًا تمثل حوالي ربع عائدات “تسلا” العالمية.
لكن ماسك يواجه تحديات كبيرة في الصين، حيث تنافسه الشركات المحلية في مجال السيارات الكهربائية، مثل “نيو” و”هواوي”، وتواجه “تسلا” قيودًا على استخدام تقنيات القيادة الذاتية في السيارات.
وقد طلب ماسك من الحكومة الصينية السماح لشركته بتطبيق “القيادة الذاتية الكاملة”، مع تقلص حصتها في السوق الصينية لصالح الشركات المحلية.
تُعد الصين سوقًا حيويًا لشركة “تسلا” ليس فقط في مبيعات السيارات، بل أيضًا في إنتاج البطاريات وحلول الطاقة المتجددة. ومع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، فإن المشاريع الصينية تسهم في مئات الملايين من الدولارات في الضرائب، مما يعزز العلاقة بين ماسك والحكومة الصينية.
بعيدًا عن صناعة السيارات، تواجه “تسلا” منافسة شرسة في العديد من المجالات الأخرى. على سبيل المثال، “سبيس إكس” التابعة لماسك تتنافس مع شركات صينية في قطاع الفضاء، بينما تتصدر الصين حاليًا سوق الألواح الشمسية وتخزين الطاقة.
شنغهاي تشكل أكثر من 40% من طاقة تصنيع سيارات “تسلا” |
|
المصنع |
الطاقة التصنيعية السنوية |
الصين (شنغهاي) |
950 |
كاليفورنيا (موديل واي – موديل 3) |
550 |
تكساس (موديل واي) |
250 |
تكساس (سايبرتراك) |
125 |
كاليفورنيا (موديل إس –موديل إكس) |
100 |
من جهة أخرى، قد تستفيد بعض أعمال ماسك من الحواجز التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. في ظل التعريفات الجمركية العالية، تأثرت العديد من الشركات الصينية في دخول السوق الأمريكية، بما في ذلك شركات صناعة السيارات.
وقد صرح ماسك في يناير الماضي بأنه إذا لم تكن هناك حواجز تجارية، فإنها قد تضر الشركات العالمية بشكل كبير.
نظرًا للعلاقات القوية التي تجمعه مع الطرفين، يرى البعض أن ماسك قد يكون هو “الحلقة المفقودة” التي تربط بين واشنطن وبكين.
الخبراء يشيرون إلى أن القيادة الصينية قد تسعى للاستفادة من علاقات ماسك مع إدارة ترامب للحصول على تنازلات تتعلق بالتجارة، خصوصًا في ما يخص السيارات الكهربائية والتكنولوجيا.
على الرغم من فوائد هذه العلاقات بالنسبة لشركة “تسلا”، يحذر بعض المحللين من أن الصين قد تستغل هذه العلاقات للتأثير على سياسات ترامب تجاه الصين. وتعد الصين ماهرة في استخدام علاقاتها مع القادة الأجانب للتأثير على السياسات الدولية، مما قد يمثل تحديًا لماسك في الحفاظ على حياده.
في الختام، يبقى ماسك في موقع مميز يمكنه من أن يكون “جسرًا حاسمًا” بين أكبر اقتصادين في العالم، وقد يساهم بشكل كبير في تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يشكل تحديًا وفرصة في آن واحد.