“إنفيديا” تطلق حاسوبًا فائقًا جديدًا لتحفيز تطور الذكاء الاصطناعي
كشفت شركة “إنفيديا” عن حاسوب فائق جديد يُعد بمثابة نقطة تحول في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يتيح للباحثين، الطلاب، وعلماء البيانات الوصول إلى قدرات حوسبة متقدمة بسهولة.
يحمل الحاسوب الجديد اسم “مشروع ديجتس” (Project DIGITS)، وهو ليس مجرد جهاز كمبيوتر عادي، بل منصة متكاملة توفر الوصول إلى مجموعة من أدوات الحوسبة الفائقة التي تدعم التطبيقات الذكية في مجال الذكاء الاصطناعي.
تم تزويد الحاسوب بأحدث رقائق الشركة “GB10 Grace Blackwell Superchip”، التي تمنحه قدرة استثنائية في معالجة العمليات الحسابية وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
هذه التقنية كانت محصورة في المؤسسات الكبرى بسبب تكلفتها المرتفعة، إلا أن “مشروع ديجتس” يفتح المجال أمام المستخدمين العاديين للاستفادة منها.
أشار “جينسن هوانج”، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، إلى أن هذا المشروع سيكون بمثابة خطوة هائلة في دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، حيث يمكن للمطورين الوصول بسهولة إلى قدرات رقائق “بلاكويل” المتطورة.
وأضاف هوانج أن توفير حاسوب ذكي فائق لكل باحث وعالم بيانات سيُمكّنهم من الإسهام بشكل أكبر في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.
يتميز الحاسوب بحجمه الصغير الذي يشبه جهاز “ماك ميني” من “آبل”، ويحتوي على رقاقة “GB10 Grace Blackwell” التي تتمتع بنظام تشغيل متكامل.
و تتيح الرقاقة قدرة معالجة تساوي “بيتافلوب”، أي مليار مليون عملية حسابية في الثانية. كما تضم وحدة معالجة رسومية “إنفيديا بلاكويل” مع أنوية “سي يو دي” السريعة وأحدث أنوية “تنسور” من الجيل الخامس.
عملت “إنفيديا” مع شركة “ميديا تك” لتصميم الرقاقة، مما ساعد في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وزيادة سرعة الأداء، حيث يمكن تشغيل الحاسوب من خلال منفذ كهربائي عادي.
و يأتي “مشروع ديجتس” مع ذاكرة موحدة بسعة 128 جيجابايت، بينما في الحواسيب التقليدية قد تتراوح الذاكرة العشوائية بين 8 إلى 32 جيجابايت.
كما يمتلك الجهاز مساحة تخزين تصل إلى 4 تيرابايت، ما يتيح للمستخدمين تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي لغوية ضخمة، تصل إلى 200 مليار معلمة.
و من خلال ربط جهازين عبر شبكات “إنفيديا كونكت إكس”، يمكن للمستخدمين زيادة القدرة التشغيلية لنماذج الذكاء الاصطناعي إلى 405 مليارات معلمة، وهو ما يجعل “مشروع ديجتس” من أكثر الحلول المرنة لتشغيل نماذج ضخمة.
يعمل الحاسوب بنظام “إنفيديا دي جي إكس أو إس” المستند إلى “لينكس”، ويمكن للمطورين بناء النماذج وتعديلها واختبارها محليًا دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت. بعد ذلك، يمكن نقل هذه النماذج بسهولة إلى منصة “إنفيديا دي جي إكس كلاود” أو أي من المنصات السحابية الأخرى.
كما توفر “إنفيديا” مكتبة شاملة من برامج الذكاء الاصطناعي وكتالوج “إنفيديا إن جي سي” للمطورين لتجربة النماذج الأولية.
و من المتوقع أن يتوفر “مشروع ديجتس” للبيع في مايو المقبل بسعر يبدأ من 3 آلاف دولار، وسيكون متاحًا عبر شركة “إنفيديا” وشركائها الرئيسيين.
هذه الخطوة من “إنفيديا” تعد بمثابة نقطة تحول في تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يسهل الوصول إلى أدوات قوية تُحدث فارقًا في الأبحاث والتطبيقات العملية.
