إزالة الكربون..رافعة للتصدير المغربي وفرصة لتعزيز النمو الاقتصادي
أكد المشاركون في مائدة مستديرة نُظِّمت يوم الخميس بالدار البيضاء، على هامش الدورة الـ11 من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد)، أن إزالة الكربون تتيح مزايا متعددة للمقاولات المغربية المصدرة.
و شكّل هذا اللقاء، الذي نظّم حول موضوع “إزالة الكربون: شرط أساسي للتصدير”، فرصة لإبراز أهمية استثمار هذه المقاولات في تكنولوجيات نظيفة وعمليات إنتاج مستدامة لتحسين تنافسيتها على الساحة العالمية.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، يوسف فضيل، أن إزالة الكربون تُعَدُّ خياراً استراتيجياً وتشكل فرصة سانحة للمقاولات المغربية والقطاع الصناعي بشكل عام لتحسين التنافسية وتقليص التكلفة الطاقية.
وأشار فضيل إلى أن المغرب جعل إزالة الكربون من أولويات اقتصاده وصناعته.
من جهة أخرى، أشار المدير الإقليمي لشركة “إنجي” منطقة شمال إفريقيا، لويك جايجر-هوبر، إلى أن المغرب يمتلك كل المفاتيح لنجاح عملية إزالة الكربون، مشيراً إلى أن المملكة تتميز بإرادة سياسية واضحة وطموحة للغاية، وبموقع جغرافي مثالي وبيئة أعمال واعدة.
وأضاف جايجر-هوبر، أن عملية إزالة الكربون الصناعية لا تقتصر على الطموح البيئي فقط، بل إنها تعني كفاءة اقتصادية أيضاً.
ومن هذا المنطلق، أوضح أن إزالة الكربون تمكن المغرب من تعزيز نموه الاقتصادي، وتحسين اندماجه الإقليمي والإفريقي، وكسب حصص في السوق، وتطوير شراكات تجارية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
من جهتها، أكدت المسؤولة عن إزالة الكربون بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، سارة حرار، أن المجموعة وضعت استراتيجية طموحة لإزالة الكربون، معلنة أن المجموعة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني في النطاقين 1 و2 بحلول عام 2030، وفي النطاق 3 بحلول عام 2040.
وموازاة مع ذلك، أشارت حرار إلى أن العلاقة بين إزالة الكربون والتصدير معقدة للغاية، حيث يتعين أخذ العديد من العوامل بالاعتبار، بما في ذلك تطور القوانين التنظيمية البيئية.
وأوضحت أن هذه التنظيمات شهدت نمواً مطرداً في الآونة الأخيرة، حيث انتقلت من كونها تدابير بسيطة إلى سياسات شاملة ومعقدة، مما سيرفع تكلفة الإنتاج بالنسبة للمصدرين.
شكّلت هذه المائدة المستديرة أيضاً مناسبة لمديرة “التنظيم والمخاطر” بمجموعة “ميد زد”، لمياء غيساسي، للتأكيد على ضرورة تكثيف جهود المصدرين من أجل إزالة الكربون وتقليل بصمتهم الكربونية، إذا أرادوا الحفاظ على صادراتهم نحو الدول الأوروبية.