أين توجد أنظمة التعليم الأكثر صعوبة في العالم؟
بعد أن سيطر الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق التعليم في عام 2023، وألقى بظلاله على قطاع ما بعد المرحلة الثانوية نجد أنفسنا على أعتاب مستقبل مهيأ للاضطراب.
في حين أن التأثير الكامل لا يزال يكتنفه الغموض، فمن المتوقع أن تؤدي موجة الابتكار هذه إلى طفرة في المنتجات واللاعبين الجدد، مما قد يعيد رسم الخريطة التنافسية، حتى في القطاعات الراسخة وغير المرنة تقليديًا مثل أنظمة التعليم.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد التعليم الدولي انتعاشًا، مدفوعًا بالاهتمام المتجدد وإمكانات الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لسد الفجوات الجغرافية.
نظرة على سوق التعليم
– في عالم الأعمال الديناميكي اليوم، لم يعد الارتقاء بالمهارات وإعادة صقل المهارات من الكماليات بل أصبح من الضروريات.
– لذا تركز العديد من الدول حول العالم على التعليم من حيث توفير أنظمة تعليمية ممتازة، وتعزيز أنظمتها التعليمية، وتقديم برامج دراسية مليئة بالتحديات بما يتماشى مع التطورات التعليمية في جميع أنحاء العالم.
المنهجية
– يتطلب تنظيم قائمتنا المكونة من 10 دولة لديها أصعب أنظمة تعليم في العالم نهجًا دقيقًا، مع الاعتراف بالذاتية المتأصلة في مثل هذا الترتيب.
– تساهم عوامل مثل الضغط المجتمعي على الطلاب والمناهج الصارمة وساعات الدراسة المُطولة والامتحانات عالية المخاطر في “صلابة” النظام.
– لقد تعمقنا في مجتمعات متنوعة عبر الإنترنت لجمع الرؤى أثناء التفكير في التقييمات الموحدة مثل درجات البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (Programme for International Student Assessment) والمعروف اختصارًا بيسا (PISA).
– وتُجري هذه الاختبارات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD والتي تعتبر المعيار الدولي الرئيس لقياس جودة الأنظمة التعليمية في البلدان المختلفة.
– وغالبًا ما تتباهى البلدان التي تحتل مرتبة عالية في (PISA) بمناهج صعبة ويُنظر إليها على أنها تمتلك بعضًا من أكثر أنظمة التعليم تحديًا.
أعلى 10 دول من حيث صعوبة أنظمة التعليم |
||
الدولة |
درجة التقييم |
الشرح |
1- سنغافورة |
PISA :560 |
في نظام التعليم في سنغافورة، لا يقتصر النجاح في المدرسة على الوصول إلى أعلى المعايير فحسب؛ بل يتعلق بالتفوق باستمرار على أقرانك. حيث أصبحت المنافسة شرسة، ويتراكم الضغط من المدرسة الابتدائية إلى الجامعة. هذا الدفع نحو التميز الأكاديمي يؤتي ثماره، حيث تفتخر سنغافورة باستمرار بأعلى التصنيفات في التعليم العالمي. إلا أن هذا التميز له ثمن. حيث يواجه الأطفال ضغوطًا شديدة من المدارس وزملاء الدراسة، مما يدفع الكثيرين إلى طلب المساعدة المهنية لتحمل الضغوط اليومية. تصبح فترات الامتحانات ساحات معارك مفعمة بالقلق، مما يجعل الأطفال والآباء متوترين ومستنزفين. |
2- ماكاو |
PISA: 535 |
منطقة ماكاو الإدارية الخاصة هي إحدى المنطقتين الإداريتين الخاصتين التابعتين لجمهورية الصين الشعبية، وهي تشغل منطقة صغيرة تقع على السواحل الجنوبية للصين. تقدم ماكاو مجموعة من أنظمة التعليم المختلفة، حيث تتعايش الأنماط البريطانية والصينية والبرتغالية معًا، وكل منها يلبي احتياجات مجتمعها. وهي تقدم 15 سنة من التعليم مجانية للمقيمين: ثلاث سنوات من رياض الأطفال تليها ست سنوات من كل من المدارس الابتدائية والثانوية. |
3- اليابان |
PISA: 533 |
في نظام التعليم الياباني، يجتاز الطلاب المدرسة الابتدائية في ست سنوات، تليها ثلاث سنوات من المدرسة الإعدادية والثانوية، وكلها مليئة بالمحتوى الصارم والتوقعات العالية. لا يتوقف الضغط عند هذا الحد؛ تحدد امتحانات القبول مصير الكلية، مما يضيف مزيدًا من الضغوط. ولكن تتميز الدراسة في الجامعات الوطنية في اليابان بأسعار معقولة بشكل مدهش! حيث يمكن أن تدفع حوالي 500 ألف ين مقابل الرسوم الدراسية لمدة عام، بالإضافة إلى رسوم دخول لمرة واحدة تبلغ حوالي 300 ألف ين. |
4- تايوان |
PISA: 533 |
في نظام التعليم في تايوان، يدرس الطلاب ثمانية فصول يوميًا، خمسة أو ستة أيام في الأسبوع، بينما يحملون الكتب المدرسية الثقيلة. يمتد هذا الجهد الشاق دون توقف إلى ما بعد الفصول الدراسية العادية، مع فترات 20 أسبوعًا وحتى العطلات الصيفية والشتوية المخصصة للدراسة. آتي هذا التركيز الدؤوب على التحصيل الأكاديمي ثماره، لكن الهمسات حول الإرهاق الطلابي والتوازن المشكوك فيه بين العمل والحياة بدأت تتردد بصوت أعلى. |
5- كوريا الجنوبية |
PISA: 523 |
يتميز نظام التعليم في كوريا الجنوبية بأعلى الدرجات وتركيز الطلاب المستمر، مما يكسبه سمعة كواحد من أكثر الأنظمة التعليمية تطورًا في العالم. ألقت الضغوط الشديدة والمنافسة القاتلة بظلالها، مما أثار المخاوف بشأن الصحة العقلية للطلاب ورفاههم. ومع ذلك، ضخ الكوريون الجنوبيون في عام 2022 حوالي 26 تريليون وون (19.97 مليار دولار) في التعليم الخاص، حتى مع تقلص عدد الطلاب. يستفيد ما يقرب من ثمانية من كل عشرة طلاب من الفصول والموارد الإضافية للبقاء في المقدمة. |
6– هونغ كونغ |
PISA: 520 |
يعتمد نظام التعليم في هونغ كونغ على الاختبارات المكثفة والتوقعات العالية. وهذا يعني أن طلاب هونغ كونغ يحتلون باستمرار المراكز الأولى في تصنيفات الرياضيات والعلوم والقراءة العالمية، باستثناء تلك التي تستند فقط إلى درجات الاختبار. يواجه الطلاب عبء عمل ثقيلاً بالإضافة إلى التوقعات التي يراكمها الآباء والمعلمون والمجتمع عليهم. إنه ضغط رهيب، لكن النتائج تتحدث عن نفسها. |
7- إستونيا |
PISA: 516 |
يتمتع نظام التعليم في إستونيا بتاريخ طويل من التدريس الممتاز يعود إلى العصور الوسطى، وقد استخدموا التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على هذه الميزة. وهذا يعني أن المدارس الإستونية ليست بالسهلة أبدًا. يستغرق الحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير خمس سنوات على الأقل، وعبء العمل ثقيل، حيث يبلغ 300 ساعة معتمدة. تأخذ إستونيا التعليم على محمل الجد، ويُخرج نظامها الصارم بعضًا من أفضل العقول تعليماً في العالم. |
8- كندا |
PISA: 506 |
على الرغم من الإشادة في كثير من الأحيان بنظام التعليم في كندا لتطوره وسهولة الالتحاق به، إلا أنه يواجه مخاوف بشأن اتساقه وفعاليته على جميع المستويات. ورغم الإشادة بالمؤسسات التعليمية عالية الأداء، تشير الانتقادات إلى نقاط الضعف في المهارات الأساسية مثل الرياضيات والعلوم في التعليم الابتدائي والثانوي. وتنشأ المخاوف من عوامل مثل الأمية الوظيفية بين الخريجين، وارتفاع معدلات التسرب، وأوجه القصور المتصورة في تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. يمثل هذا التفاوت تحديًا معقدًا لكندا، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى بذل جهود مكثفة لضمان حصول جميع الطلاب على تعليم جيد يؤهلهم للنجاح في عالم تنافسي. |
9- أيرلندا |
PISA: 504 |
يقدم نظام التعليم في أيرلندا رحلة فكرية شديدة الصعوبة، مما يعزز المتعلمين المستقلين في بيئة داعمة. يواجه الطلاب منهجًا صارمًا في المدارس الثانوية، والذي يبلغ ذروته في امتحانات شهادة التخرج الصعبة، وهي بوابة رئيسية للتعليم العالي. بالإضافة إلى ذلك، ترحب أيرلندا بالطلاب الدوليين، وتقدم تعليمًا جيدًا بحوالي 10.000 إلى 20.000 يورو سنويًا، مما يجعله خيارًا مقنعًا لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أكاديمية مجزية مع محيط داعم. |
10- سويسرا |
PISA: 498 |
يقدم نظام التعليم في سويسرا مسارًا أكاديميًا صعبًا ويشتهر بمعاييره المتطلبة وتركيزه على المهارات الأساسية. يجتاز الطلاب 11 عامًا من التعليم الإلزامي، حيث يتقنون المواد الأساسية ولغات متعددة. بعد هذا الأساس المتين، يواجهون قرارًا حاسمًا، أما اجتياز المسار الأكاديمي وتلقي الدورات الدراسية الصارمة، أو المسار المهني وصقل المهارات العملية والخبرة المهنية. يتطلب كلا الخيارين التفاني، حيث يركز المسار الأكاديمي على التفكير النقدي والدراسة المستقلة، بينما تركز الدورة المهنية على التدريب العملي. |