أمطار منتظرة وإجراءات داعمة تعيد الأمل للمزارعين مع انطلاق الموسم الفلاحي الجديد في المغرب
مع هطول أمطار انتظرها المغاربة طويلاً، استيقظت مناطق في شمال ووسط البلاد على غيث نافع نهاية الأسبوع، جالبًا معه آمالاً جديدة للمزارعين والفلاحين الذين طالما عانوا من الجفاف وتأثيراته السلبية.
الأمطار التي تراوحت كمياتها بين 20 و60 ملم، جاءت في توقيت حاسم مع بداية الاستعدادات للموسم الفلاحي الجديد، مما بعث التفاؤل في أوساط المهتمين بالقطاع الزراعي، خصوصًا أولئك المعتمدين على الأمطار لري المحاصيل وتغذية المواشي.
ورغم التفاؤل، عبرت المعارضة عن قلقها بشأن أوضاع الفلاحين الصغار؛ حيث وجهت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، ثورية عفيف، سؤالًا كتابيًا لوزارة الفلاحة حول التحديات التي يواجهها هؤلاء الفلاحون، مثيرةً المخاوف من الديون المتراكمة وصعوبة تأمين الأعلاف نتيجة ارتفاع الأسعار.
وفي ظل هذه التحديات، أعلنت وزارة الفلاحة بقيادة الوزير أحمد البواري عن تدابير واسعة لدعم القطاع، تزامنًا مع إطلاق الموسم الفلاحي 2024/2025 من جهة فاس-مكناس.
و تشمل هذه التدابير توفير حوالي 1.26 مليون قنطار من البذور المعتمدة للحبوب بأسعار مدعومة، وتنفيذ برنامج للزرع المباشر يشمل 260 ألف هكتار، بهدف الوصول إلى مليون هكتار بحلول 2030، ما من شأنه زيادة الإنتاجية وحماية التربة.
إضافةً إلى ذلك، خصصت الوزارة برنامجًا لدعم مربي الأبقار عبر تقديم الدعم لشراء عجلات من أصناف محلية ومستورة، وتعليق الرسوم الجمركية على الأبقار المستوردة للتسمين حتى نهاية العام، مع تمديد محتمل لهذا الإجراء للعام المقبل.
كما يستمر برنامج دعم الأعلاف المركبة لضمان استدامة قطاع تربية المواشي.
ولتأكيد دعم القطاع المالي، خصصت مجموعة القرض الفلاحي ميزانية تُقدر بـ12 مليار درهم لدعم الفلاحين وتمويل أنشطتهم الزراعية، مما يعكس التزامًا بمساندة المزارعين ومواجهة التقلبات المناخية.
يعلق الفلاحون المغاربة آمالهم على استمرارية الأمطار وتطبيق هذه الإجراءات لدعم موسم فلاحى ناجح، متطلعين لاستعادة التوازن بعد سنوات من الجفاف والضغوط الاقتصادية.