أزمة البطالة في المغرب..هل الإنترنت يُغري الشباب بالتخلي عن البحث عن الوظيفة ؟
تُلقي البطالة بظلالها القاتمة على الدول العربية، ولا سيما المغرب، حيث تُثقل كاهل المجتمع والدولة على حدٍّ سواء. ومع ازدياد أعداد العاطلين عن العمل، خاصةً بين فئة الشباب، باتت هذه الظاهرة تُشكل هاجسًا مُقلقًا.
يُعاني المغرب من أزمة بطالة مُزمنة، حيث وصل عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من مليون ونصف مُواطن، وفقًا للإحصاءات الرسمية. وتُعدّ هذه النسبة مرتفعةً بشكلٍ مُقلق، خاصةً بين فئة الشباب الذين يُمثلون ما يقارب 70% من إجمالي العاطلين.
و يُقدم الإنترنت العديد من الفرص للشباب للبحث عن عمل، سواءً من خلال المواقع الإلكترونية المُخصصة للتوظيف أو من خلال العمل عن بُعد. ومع ذلك، يُمكن أن يُشكل الإنترنت أيضًا خطرًا على مستقبل الشباب، إذا ما استُخدم بشكلٍ مُفرط كبديل عن البحث عن وظيفة تقليدية.
في السنوات الأخيرة، لاحظنا ازديادًا في انجذاب الشباب المغاربة إلى عالم الإنترنت والعمل فيه. ويعود ذلك جزئيًا إلى تأثير بعض المُؤثّرين على منصات التواصل الاجتماعي الذين يُقللون من شأن الوظائف التقليدية ويُضخّمون إمكانيات العمل عبر الإنترنت.
و يُخفي الكثير من المُؤثّرين الواقع المُرّ عن رواد الإنترنت، فمعظم هذه المجالات تتطلب رأس مال أو دراسة مُسبقة. وبمجرد دخول الشباب إلى مجال العمل عبر الإنترنت، يُواجهون صعوباتٍ وعثراتٍ لم تكن موجودة في صور المُؤثّرين المُبالغ فيها.
لا يُمكن إنكار الفوائد التي يُقدمها الإنترنت في مجال العمل، لكنّه لا يُمكنه أن يُصبح بديلًا مُطلقًا للوظائف التقليدية. فالشباب بحاجةٍ إلى تطوير مهاراتهم، واكتساب خبرات جديدة، والبحث عن فرص عملٍ مناسبةٍ، سواءً عبر الإنترنت أو من خلال الطرق التقليدية.