اقتصاد المغرب

“كاش بلوس” تُهين ثقة زبائنها وتُعرّض حياة المرضى للخطر

في وقت يُفترض فيه أن تكون شركات تحويل الأموال والخدمات اللوجستية مصدرًا للثقة والأمان، تتكشف فضائح صادمة حول سوء تسيير شركة “كاش بلوس” بالمغرب، بعد حادثة مؤلمة عاشها أحد المواطنين الذي حاول إرسال أدوية عاجلة لوالدته المريضة.

تبدأ القصة يوم 29 غشت 2025 حين تم شحن دواء مستعجل من مراكش إلى خريبكة عبر خدمات “كاش بلوس”. الشركة وعدت بتسليم الطرد خلال 48 ساعة، غير أن الحقيقة كانت صادمة: الطرد لم يصل إلا بتاريخ 16 شتنبر 2025، أي بعد أكثر من 18 يومًا من التأخير، رغم الشكايات المتكررة التي لم تلقَ أي تجاوب.

والأسوأ أن الزبون، الذي كان يأمل وصول الدواء لإنقاذ حياة والدته، وجد الطرد في حالة كارثية: علبة ممزقة، مبللة، مفتوحة، والأدوية داخلها مكسرة وغير صالحة للاستعمال. ورغم تقديم شكاية فورية للوكيل، لم يجد المواطن سوى تملص الشركة من المسؤولية، حيث ألقت باللوم على شركة “مجهولة” تعمل كمتعاقدة من الباطن، وكأن الزبون تعامل مع هذه الأخيرة مباشرة!

الأدهى من ذلك، أن خدمة الزبناء التابعة لـ “كاش بلوس” تحولت إلى جدار صامت، لا ردود، لا متابعة، ولا أي تعويض. بل وصل الأمر إلى تبرير صادم: “كان عليك إحضار عون قضائي ورفض استلام الطرد”، وهو تصريح يعكس استخفافًا فاضحًا بمعاناة المواطنين.

هذه الواقعة ليست مجرد خطأ عابر، بل تكشف عن فشل هيكلي خطير في منظومة “كاش بلوس”، سواء على مستوى احترام آجال التسليم، أو ضمان سلامة الطرود، أو تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام الزبائن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى