واصل الدولار الأسترالي ارتفاعه في التعاملات الأوروبية يوم الخميس، موسعًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي أمام سلة من العملات الرئيسية، ليصل إلى أعلى مستوى له في نحو أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي، مدفوعًا ببيانات قوية من سوق العمل المحلي عززت التوقعات باستمرار السياسة النقدية المتشددة.
أظهرت أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الأسترالي أن سوق العمل لا يزال قويًا بشكل لافت، إذ ارتفع صافي عدد الوظائف في أكتوبر بنحو 42.2 ألف وظيفة، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 20 ألف وظيفة فقط. كما تم تعديل بيانات سبتمبر بشكل طفيف لتظهر إضافة 12.8 ألف وظيفة بدلاً من 14.9 ألفًا.
وفي تطور إيجابي آخر، تراجع معدل البطالة إلى 4.3% خلال أكتوبر مقارنة بـ 4.5% في الشهر السابق، وجاء أقل من التقديرات التي رجحت ارتفاعها إلى 4.4%.
هذه الأرقام عززت الثقة في متانة الاقتصاد الأسترالي، وأشارت إلى استمرار ضيق سوق العمل، ما يجعل من الصعب على بنك الاحتياطي الأسترالي التفكير في خفض أسعار الفائدة في المدى القريب.
على صعيد التداولات، ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.4% أمام نظيره الأمريكي ليصل إلى 0.6565 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ 24 أكتوبر، بعدما بدأ جلسة اليوم عند 0.6541 دولارًا وسجل أدنى مستوى خلال اليوم عند 0.6533 دولارًا.
وكانت العملة الأسترالية قد أنهت تعاملات الأربعاء على ارتفاع لليوم الثالث خلال أربعة أيام، مستفيدة من تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
عقب صدور البيانات، خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن احتمال خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، إذ تراجعت احتمالات خفضها بمقدار 25 نقطة أساس من 35% إلى 15% فقط، وفقًا لتسعير الأسواق. ومع ذلك، تبقى الأنظار موجهة نحو البيانات القادمة حول التضخم والأجور والبطالة، التي ستلعب دورًا رئيسيًا في توجيه سياسة البنك المركزي خلال عام 2026.
باختصار، تؤكد الأرقام الأخيرة أن سوق العمل الأسترالي لا يزال متينًا، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الأسترالي إلى الإبقاء على نهجه الانكماشي لفترة أطول في مواجهة الضغوط التضخمية.
